دورة الإمام محمد بن علي الجواد (ع) الثقافية لعام 1438هـ ـ 2017م

أقام مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة في النجف الأشرف على قاعة ومكتبة الإمام الهادي (ع) في مقر مؤسسة تراث النجف الحضاري والديني نشاطا ثقافيا مميزا ومكثفا في فقراته تحت عنوان دورة «الإمام محمد بن علي الجواد (ع الثقافية لمجموعة من طلاب المعاهد والجامعات للفترة من 20 – 22 / ذي الحجة الحرام / 1438هـ الموافق 12 – 14 / 9 / 2017م، بواقع 11 محاضرة تثقيفية وعلمية في مختلف المواضيع العقائدية والتاريخية والفقهية والتنموية التي احتوت في الجملة ردا لبعض الشبهات المعاصرة في الساحة الفكرية والثقافية.

 

اليوم الأول/

ابتدأت فقرات دورة «الإمام محمد بن علي الجواد (ع)» الثقافية صباح يوم الثلاثاء وفق المنهج المعهد لها سلفا بتلاوة عطرة للأستاذ الحافظ الشيخ صفاء مهدي صالح الحمداني لآي من الذكر الحكيم، ثم قرأ الحاضرون سورة الفاتحة المباركة لأرواح شهداء فتوى الجهاد الكفائي المقدس، وقد أُلقيت خلال هذا اليوم ثلاث محاضرات في فترات مختلفة.

 

المحاضرة الأولى: ارتقى منصة الحديث السيد جعفر البدري رئيس مركز فجر عاشوراء الثقافي متحدثا عن محورين بعد الترحيب بالحاضرين؛ الأول: التعريف بالمركز وأهدافه والفئات الاجتماعية المخاطبة من قبل المركز ونشاطات المركز والأساليب التي يتبعها في عمله الثقافي النوعي، الثاني: الهدف والغاية في اختيار اسم الامام الجواد (ع) الذي تشرفت هذه الدورة الثقافية بحمله وهو عُظم بركة الإمام الجواد (ع) على الكيان الشيعي التي يوضحها أهمية الدور الذي قضى الله تعالى وقدر أن يقوم به الإمام الجواد (ع) من خلال قيامه بأمر الإمامة الإلهية، وهو إنقاذ المشروع الرسالي للأئمة الثمانية الذين سبقوه إذ خطط المأمون العباسي للإحاطة به والكيد له.

المحاضرة الثانية: لسماحة العلامة البدري المشرف العام على المركز وكان موضوعها «هدف الخلقة»، وقد تحدث فيها سماحته عن خَلقِ الله تعالى الكون من اجل الإنسان وجعله مسخرا في خدمته من أجل ان يقضي فيه اجلا مسى فيه، وكوّن روحه من اجل ان  تخلد أبد الدهر، ثم دعاه تعالى من خلال الأنبياء أن يتخذ خالقه مثلا أعلى وأن يلتزم البرنامج الذي وضعه له في الحياة الدنيا ليفوز بهدف الخلقة الصالح، ثم أجاب سماحته على أسئلة الحضور.

المحاضرة الثالثة: للاستاذ أحمد كامل عبد بعنوان «أمة إقرأ، لا تقرأ» تحدث عن أهمية القراءة لبناء مجتمع حضاري متمدن، ثم سلط الضوء على المعوقات التي يواجهها الانسان في ذلك وكيفية علاجها مستعينا بمقاطع فيديو توضح ذلك.

 

اليوم الثاني/

المحاضرة الرابعة: لفضيلة الشيخ علاء السعيدي تحت عنوان «تهمة الشرك» تحدث فيها عن اتهام الوهابية للشيعة بالشرك لأدائهم مراسيم الزيارة عند المراقد المقدسة وكيف أنهم رسخوا في أذهان شبابهم أن العراق قد أصبح مركزا للشرك لهذا السبب، وأوضح اللّبس والاشتباه الذي وقعوا فيه، وكيف أن أعداء المسلمين يستثمرون مثل هذه المسائل لشق وحدة المسلمين وجعلهم يتقاتلون فيما بينهم متناسين عدوهم الحقيقي من خلال دعمهم للفكر التكفيري.

المحاضرة الخامسة: استضاف مركز فجر عاشوراء الثقافي سماحة حجة الإسلام السيد غيث شبر ليحاضر عن «مسألة التقليد» وسلط الضوء بشكل مجمل ومبسط على أدلة التقليد من القرآن الكريم والسنة الشريفة برواية أهل البيت وسيرة العقلاء وسيرة المتشرعة، ثم سلط الضوء على الشبهات التي تطرح حول التقليد من قبل التيارات المنحرفة خاصة تلك التي يستند طارحوها إلى آيات من الكتاب العزيز أو أحاديث الأئمة (ع) أو أقوال العلماء فبيّن أن معظم الأدلة التي يؤتى بها من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وأقوال العلماء ليست ضد التقليد إنما في صالحه إلا أنهم يغيرون مفهومها ورب كلمة حق يراد بها باطلا، ثم أجاب سماحته على الأسئلة التي طرحها الحاضرون.

المحاضرة السادسة: للسيد جعفر البدري وكان موضوعها «آباء النبي (ص فتحدث عن قصي وكيفية تمكنه من زعامة مكة وزعامة قريش ومن بعده ابنه ووصيّه عبد مناف، وما هي الوسائل التي اتبعوها حتى جعلوا أهل مكة يعترفون بزعامتهم فيها لتصبح قريش سيدة أم القرى واقتناع العرب بذلك، ثم كيف انقسم أولاد عبد مناف الأربعة (هاشم) وهو وصي أبيه، و(المطلب) الذي أطاع أخاه وأباه من جهة، و(عبد شمس – جد بني امية – ونوفل) الذين حسدوا هاشما – وبني هاشم فيما بعد – على ذلك من جهة أخرى، ثم خص بالحديث عبد المطلب (ع) ومميزاته الدالة على كونه أحد أوصياء إبراهيم (ع) دون شك والسر وراء تحنثه في غار حراء، كما هو حال ابنه أبا طالب (ع) والسبب وراء أهمية شعر أبي طالب (ع) الذي كان الأئمة (ع) يحثون أولادهم وشيعتهم على كتابته وحفظه وتعلّمه لأنه (فيه علم كثير) كما يقول أمير المؤمنين (ع)، وأن أهم قصيدة لسيد البطحاء هي (اللامية) وأوضح كيفية ذكره فيها حسد وعداء بني عبد شمس – بني امية – لهم – أي لبني هاشم – وابتداعهم – أي بني عبد شمس – في الدين ونبوءته في انتصار النبي (ص) على المشركين، ثم نبوءته في الانقلاب بعد النبي (ص)!

المحاضرة السابعة: لفضيلة السيد حيدر العذاري تحت عنوان «من هم قتلة الإمام الحسين (ع، أوضح فيها أن قتلة الإمام الحسين (ع) إنما هم أولئك الذين نقلهم معاوية من الشام إلى الكوفة والبصرة بعد أن هجّر منهما (50 الفا) بعوائلهم إلى خراسان بحجة الجهاد والفتوح، وهم من شيعة علي (ع)، اما هؤلاء الذين نقلهم معاوية من الشام إلى العراق هم الذين تشكل منهم الجيش الذي قاتل الإمام الحسين (ع) بعد عشر سنوات، وهو ما أشار إليه الإمام الصادق (ع): «تاسوعاء، يوم حوصر فيه الحسين (ع) وأصحابه وأهل بيته من قبل خيل أهل الشام…».

المحاضرة الثامنةلفضيلة الشيخ ميثم الصريفي، وكان موضوعها «المرجعية الدينية في النجف الاشرف في مواجه احتلالين»، تحدث فيها عن مواجهة المرجعية العليا لمرحلتين من الاحتلال؛ الأولى بقيادة الإنجليز، والثانية بقيادة الأمريكان، واختلف أسلوب المواجهة عند المرجعية ببحسب تتطلبه المرحلة وظروفها، فكانت في المرحلة الأولى مواجهة مسلحة، وفي المرحلة الثانية مواجهة سلمية دستورية، وقد تم التركيز على بيان مشروع المرجعية في الواقع السياسي العراقي بعد 2003م.

المحاضرة التاسعة: للسيد جعفر البدري تحت عنوان «الدليل العلمي في مواجهة الالحاد المعاصر»، إذ شرح خلال هذه المحاضرة الدليل العلمي على اثبات الصانع الحكيم الذي شيّده المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) والذي يعتمد منهج الاستقراء القائم على حساب الاحتمالات، وبيّن أن هذا المنهج بنفس خطواته يعتمده العلماء في مختلف المجالات لإثبات نظرياتهم وتصوراتهم، بل يعتمده أي انسان في حياته، فمن خلال منهج الاستقراء القائم على حساب الاحتمالات المعتمد والمعترف به من قبل جميع العقلاء لا يمكن اثبات نظرية الصدفة او الضرورات العمياء في المادة – سواء أكانت فيزياوية أم كيمياوية – لتفسير وجود هذا الكون العظيم، وقد أجاب المحاضر على الأسئلة في نهاية المحاضرة.

وأدى الطلبة المشاركون في هذه الدورة اختبارا لهذه المحاضرة عبر الأسئلة المعدة مسبقا وبشكل الكتروني حيث يتمكن الطالب من أداء الاختبار عبر رابط على شبكة الانترنت، وبعد أداء الاختبار يمكنه الاطلاع على درجاته وأخطائه والاجابات الصحيحة، وهذه طريقة مبتكرة جديدة قام المركز باستثمارها في الدورة لتشويق المشاركين نحو المادة المطروحة.

اليوم الثالث/

المحاضرة العاشرة: لفضيلة السيد حيدر العذاري عن «الحسين (ع) وارث آدم ونوح وابراهيم وعيسى (ع)» وأوضح أن الزيارة تشير إلى جنبة خاصة من الوراثة، فهي لا تعني وراثة الإمامة والعصمة فحسب، بل وراثة المميزات الرسالية التي خص الله تعالى بها كل ذات من الذوات الطاهرة المذكورة في الزيارة في حركته، فبين ما خصّ الله تعالى به أنبياءه آدم ونوح وإبراهيم وعيسى (ع) والذي ورثه منهم الحسين (ع)، وأشار فضيلته إلى أن هذا البحث هو من اكتشافات سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري دام عزه.

المحاضرة الحادية عشرة: لفضيلة الشيخ علاء السعيدي عن «اهل الكوفة بين الحقد الأموي والعباسي» وكيف ان الكوفة الممتحنة دفعت الثمن غاليا جراء ولائها لعلي (ع) وأبنائه وتمسكها بمدرستهم، مما جعل الحكومات الأموية والعباسية ينقمون عليها، حتى وصل الأمر إلى دفع المؤرخين المرتزقة الى وضع واختلاق اخبار قبيحة تقدح بهم وبتاريخهم ومواقفهم مع اهل البيت (ع)، وأشار فضيلته إلى ما ورد في مدح العراق عامة والكوفة خاصة على لسان الأئمة الاطهار (ع)، ثم أجاب فضيلته على أسئلة الحضور.

وفي ختام هذه الدورة الثقافية المميزة تم «توزيع شهادات المشاركة» على الطلبة الحاضرين من قبل فضيلة السيد حيدر العذاري وفضيلة الشيخ علاء السعيدي.

 

كما أعرب الطلبة الحاضرون من خلال اوراق الاستبيان التي وزّعت عليهم عن ارتياحهم للتنسيق والتنظيم في الدورة وعن اعجابهم بها وعن الفكر والثقافة النوعية التي اطلعوا عليها واكتسبوها خلال دورة «الإمام محمد بن علي الجواد (ع الثقافية مطالبين بالاستمرار في إقامة هكذا دورات تغطي الحاجة الفكرية والثقافية لدى الشباب المثقف عامة والجامعي خاصة، كما أعربوا عن شكرهم لإدارة المركز والعتبة الحسينية المقدسة عن اتاحتهم هذه الفرصة لهم للاستفادة والاستزادة المعرفية.

مركز فجر عاشوراء الثقافي

النجف الأشرف

عدد الزوار: 480

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *