الحسين وارث الانبياء

يمكنكم تصفح المنشور بهيئته PDF من هنا

زيارة وارث

وصفت زيارة وارث المشهورة الحسين (ع) بانه وارث ستة من الانبياء ثم اباه عليا واخاه الحسن ثم امه فاطمة (ع) ولم ترد هذه الاوصاف لغيره نعم وردت احدى الزيارات التي يزار بها الامام الرضا تصفه بوارث الانبياء ايضا ولكن الزيارة كانت من انشاء محمد بن الحسن بن الوليد احد مشايخ الشيخ الصدوق كما يذكر العلامة المجلسي (لسان العرب مادة ورث) .

معنى وارث في اللغة العربية

الوِرْثُ والإِرْثُ والتُّرَاثُ والمِيراثُ بمعنى البقية من اصل الشيء. والوارث:صفة من صفات الله عز وجل، بمعنى الباقي الذي يَرِثُ الخلائقَ ويبقى بعد فنائهم. وقال الله تعالى إِخباراً عن زكريا ودعائه إِيّاه:(هب لي من لدنك وَلِيًّا يَرِثُني ويَرِثُ من آل يعقوب) ؛ أَي يبقى بعدي فيصير له ميراثي ؛ قال ابن سيده:إِنما أَراد يرثني ويرث من آل يعقوب النبوة) [1]. اقول بل اراد ميراث الامامة لان النبوة لا تورث قال تعالى(﴿وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ البقرة/124.

معنى الحسين (ع) وارث

وفي ضوء ذلك فان عبارة(الحسين وارث) تشير الى وراثة الحسين لتلك الذوات التسع المعصومة لا في جانب المال، ولا في صفة متكررة لديهم جميعا كالعصمة والشفاعة وغيرها إذ لامعنى لذكر الاسماء حينئذ بل يكفي قولنا(الحسين وارث الانبياء والائمة) وهذا النوع من الوراثة لا ينحصر بالحسين إذ كل الائمة ع وارثون للانبياء ، بل هو في فهمنا وارث من تلك الذوات خصوصيات رسالية تاريخية هادية للناس في وقتها ميزت الواحد عن الاخر فمثلا كانت لآدم تسع حجج من ذريته تاسعهم صاحب عمر طويل جعلته منظومة رسالية تاريخية هادية تفرد بها من بين الانبياء وانتجت الهداية في وقته للفترة من ادم الى التاسع من ذريته ثم انتهت وحرفت بعد التاسع ولم تعد بعد هادية في المجتمع، وهكذا صفة لنوح و ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد ص وعلي وفاطمة ع انتهت وحرفت فلم تعد تؤدي وظيفة الهداية في المجتمع جددها الله تعالى في صفيه الحسين وجمعها له فغدت منتجة للهداية في الحسين ومنظومته الى زمن التاسع من ذريته في آخر الزمان. وبعبارة اخرى كأن تلك الذوات قد تكررت بالحسين بصفاتها التي كانت تهدى من شاء ان يتخذ الى ربه سبيلا. وهذا يكشف عن عظم الموقع الالهي للحسين في حركة الانبياء إذ صارت حركة الهداة من آدم الى الحسن المجتبى تمثل النصف الاول من حركة التاريخ و الحسين بالتسعة الهداة من ذريته يمثل النصف الثاني من التاريخ.

الحسين (ع) وارث ادم صفوة الله

الحسين والحجج التسع من ذريته ع وارثو علمه وامامته مع خصوصية التاسع منهم وهي كونه صاحب عمر طويل سيجرى الله تعالى علي يده انتصار الحق ويرث المؤمنون الارض منتجون للهداية لمن تمسك بهم. نظير فريد لآدم والحجج التسع من ذريته ع وارثي علمه وامامته و بالخصوصية نفسها للتاسع صاحب العمر الطويل الذي اهلك الله الظالمين على يده اورثهم الارض كانوا منتجين للهداية في زمانهم.

وقد انتهت فاعلية منظومة ادم بعد موت التاسع من ذريته إذ حُرِّفت سيرتُهم وشريعتُهم من قبل ذريتهم ولم تعد علامة على الهداية فبعث الله الانبياء يجددون دينه.

ثم جدد الله تعالى صفة ادم الرسالية التاريخية الهادية في الحسين فصار وارثا له ، وصار الحسين بالحجج التسع يذكرنا بادم والتسعة الهداة من ذريته. صلى الله عليك يا وارث ادم صفوة الله.

الحسين (ع) وارث نوح نبي الله

الحسين هو الوصي الثالث لخاتم الرسل محمد(ص) الذي ولد في عهده وسماه باسمه وشهد انقلاب امة جده على الوصي الاول والوصي الثاني، جعل الله مواريث الامامة في ذريته، نهض لانقاذ الناس من ولاية الشجرة الملعونة والبراءة منها والدعوة الى اهل بيت خاتم الانبياء وتوليهم والاقتداء بهم، حوصر في كربلاء مع اهل بيته وانصاره واختار لنفسه بخيرة الله تعالى له مصيرا كشف في شخصه عن اعلى درجات الصبر والتسليم لقضاء الله لا يضاهيها الا صبر الانبياء وائمة الهدى الذين ذكرهم القرآن ، وكشف ايضا عن ا على درجات الحقد والعداوة لاهل بيت النبي في جيش الفتوح ورئيسه يزيد ومن وضع له منهج التربية وهو معاوية، إذ انتهكوا حرمة الحسين و قطعوا راسه ورؤوس اصحابه وداست الخيل جسد الحسين خاصة امعانا في انتهاكه وهو حبيب النبي لقوله(احب الله من احب حسينا) ، وجعل الله تلك الظلامة باب هداية وسفينة نجاة لمن شاء ان ينجو من عذاب الله ويهتدي من ضلالة بني امية بعد وضوح ضلالتهم بما صنعوه مع الحسين واهل بيته وهم آل محمد ما على الارض غيرهم وكان يقول رسول الله فيهم(حربهم حربي وسلمهم سلمي) .

وصار الحسين بكل ذلك نظير فريد لنبي الله نوح ثالث اوصياء (اول الرسل) ادريس [2] من اهل بيته، ولد على عهده وسماه باسمه، وشهد انقلاب امة جده على الوصي الاول والوصي الثاني من اهل بيته، وحين بعثه الله تعالى يدعو الى البراءة من الاصنام وعبادة الله تعالى وحده واتباع ادريس واهل بيته كذبوه وآذوه ﴿فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ القمر/10وقال تعالى له ﴿وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ هود/37، فكانت سفينته سفينة نجاة لمن شاء ان ينجو من الهلاك فمن ركبها متبرئا من الاصنام مؤمنا بنوح وابائه اهل بيت ادريس، وولده الاوصياء من بعده يهدون الى الله تعالى من خلال الاية الكــــــبرى السفينة ﴿وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ القمر/15.

وبعد موت الاوصياء من ذرية نوح حرفت امته دين ادريس الذي احياه نوح ودُثِرت السفينة وانمحى رسمها وحرفت اخبارها واخبار سيرة اهل بيت ادريس و الائمة من ذرية نوح فلم تعد فاعلة في الهداية فبعث الله انبياء بعد نوح انبياء يجددون دينه ويهدون اليه بآيات اخر.

وأبقى الله تعالى ظلامة الحسين آية وعلامة هادية على كذب وضلالة بني امية ومعاداتهم لله ولرسوله يتحرك في ظلها الائمة التسعة من ذريته الى اخر الدنيا لهداية من تفجع للحسين وتعليمه بدين الله الذي احياه الحسين وبذلك حفظت بهم النبوة الخاتمة.

ان القرآن الذي جاء به محمد ص وجعله الله تعالى ذكرى لمن تذكر ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ القمر/17، وقد بين النبي لامته ان القرآن ينتج الهداية لمن تمسك به وباهل بيته لانه بحاجة الى تفسير صحيح وهو عندهم بتوريث الله تعالى اياهم علم الكتاب ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾ فاطر/32. وعرَّف النبي امته باول اهل بيته وعظيمهم علي(ع) ، ولكن بني امية عرضوا في اعلامهم الكاذب ان عليا ملحدا(مفسدا) في الدين وعرضوا انفسهم هداة يحملون القرآن للناس وهم الشجرة الملعونة فيه، وقد رآهم النبي في رؤيا(ينزون على منبره نزو القردة فساءه ذلك) ، وبذلك لم يعد القرآن هاديا في المجتمع، ثم عاد له تاثيره في الهداية بسبب نهضة الحسين وظلامته التي اوضحت لكل ذي لب ضلالة بني امية وعداوتهم لله ولرسوله.

وهكذا ماتت آية نوح في الهداية باندثارها وتحريفها وابقاها في الحسين ،

(السلام عليك ياوارث نوح نبي الله) اي الباقي بعده يحمل صفته التي ميزه الله بها من بين انبيائه لهداية خلقه.

 الحسين (ع) وارث ابراهيم خليل الله

الحسين ع بنهضته وظلامته قد ايقظ العقل المؤمن بمحمد ص من غفلته حين كان يؤمن بيزيد و اسلاف يزيد ائمة هدى وشفعاء عند الله وانهم احباء الله، وان عليا واهل بيته اعداء لله ولرسوله واستطاع الحسين ان يجعل يزيد وولاته وخلفاء بني امية جذاذا بدمه الزكي ، ولم يخرج على معاوية من اجل ان يفتضح امره، إذ أن قاتل الحسين هو جيش اهل الشام الذي اسكنه الكوفة من سنة 51هـ [3]، وقائد الجيش العام هو ولده يزيد الذي فرض بيعته على الناس بالقهر فهو من يتحمل مسؤولية قتل الحسين، وجعل الله قبر الحسين في كربلاء ارض غربته عن وطنه /وقد اقترن بفجر عاشوراء وليال عشر سبقته / مثابةً يقصدها الملايين رغبة في الثواب ولعبادة الله تعالى وحده على طريقة جده النبي والدعاء عنده.

والحسين بذلك هو نظير فريد ل ابراهيم في بعثته الذي ايقظ العقل المؤمن بنوح من غفلته حين كان يقبل باصنام نمرود واسلافهانهم يخلقون ويدبرون الكون والانسان، وحطم ابراهيم الاصنام بفأسه وترك كبيرها وعلق الفاس برقبته ليرجعوا اليه ليزداد افتضاحهم لانه لا يرد جوابا فلا هو يدافع عن حرمه [4]ولا هو يرد التهمة عن نفسه، وجعل الله بيته في مكة ارض غربته عن وطنه -الذي اقترن بفجر عاشوراء وليال عشر تسبقه – مثابةً يقصدها الالاف من المؤمنين رغبة في الثواب ولعبادة الله تعالى وحده والدعاء عنده.

(السلام عليك يا وارث ابراهيم) فقد ابقى فيك صفة ابراهيم الرسالية والتاريخية فاعلة هادية بعد ان حرفها اهل الكتاب وقريش المشركة والمسلمة وبرزت وبرز ابوك علي واخوك الحسن والائمة من بنيك ائمة هداة على نهج محمد ص كابراهيم والائمة من ولده.

الحسين (ع) وارث موسى كليم الله

الحسين من ال عمرو العلى (لقبه هاشم) بن عبد مناف بن قصي (لقبه مجمع ونشا هذا اللقب لقصي من تجميعه لذرية فهر واسكانهم حول البيت) بن لوي من ذرية عدنان من ذرية اسماعيل بن ابراهيم.

وموسى بن عمران وهو معرب عمرو العلى بن قهات(معناه بالعبرية مجمع) بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم.

الحسين بنهضته واجه انقلاب بني امية على مشروع علي(ع) ابي الاسباط الاحد عشر(ع) وانقذ شيعته من العذاب المهين على يد معاوية وملائه.

والحسين نهض باهل بيته واصحابه وقاتل عَبَدَةَ[5] عجل بني امية(يزيد) وترك(معاوية) لم يخرج عليه ولسان حاله يقول ما قاله السامري اذ حرف معاوية سنة النبي وغدر عهده بالحسن تبعا لهواه في ولده يزيد(لولا هواي في يزيد لابصرت رشدي) ه

وهو بذلك نظير فريد لموسى حين بعثه الله تعالى لمواجهة الانقلاب الفرعوني على مشروع يوسف(ع) ابي الاسباط الاحد عشر ع وانقاذ اتباعه بني اسرائيل من العذاب المهين من فرعون وملائه،

وكذلك نظير موسى حين نهض باهل بيته واصحابه بوجه عَبَدَةِ العجل ونسفَ عِجلَهم وترك السامريَّ حين يُسأَل ما خطبُك ؟ يقول ﴿ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ وتعطلت هداية موسى بعده بتحريف سيرته وصححها القرآن ولكنها حرفت من جديد بعودة القصص الاسرائيلي في المجتمع المسلم بعد وفاة النبي ص على يد كعب الاحبار واحياها الله تعالى بالحسين نموذجا حيا(السلام عليك يا وارث موسى كليم ي الالله) اي بقيت صفة موسى الرسالية التاريخية الهادية التي تفرد بها من بين الانبياء بالحسين فكأن الناظر الى حركة الحسين في مواجهته للانقلاب الاموي على علي(ع) ابي الاسباط ، ونسفه عجل بني امية وعدم الخروج على معاوية ينظر الى موسى في بعثته ونهضته.

الحسين (ع) وارث عيسى روح الله

الحسين خامس اصحاب الكساء واصغرهم وامه صدِّيقة الخمسة.

وعيسى خامس ال عمران واصغرهم وامه صدِّيقة الخمسة.

الحسين نهض ببقية خُلَّص اصحاب شيعة علي واخيه الحسن المؤمنين بامه الصديقة فاطمة الذين صُلِّبوا وقُتِّلوا وقُطِّعت ايديهم وارجلُهم م وسُمِّلت اعينُهم، ثم اهلك الله عدوهم واصبحوا ظاهرين يمارسون عبادتهم على طريقة الحسين الى اليوم.

فالحسين واصحابه بذلك هو نظير فريد لعيسى وحوارييه (خُلَّص اصحاب زكريا ويحيى المؤمنين بامه الصديقة مريم) وحين حوصر من اليهود نادى ﴿ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ فَآمَنَتْ طائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ﴾ الصف/14. وقد ظهر المسيحيون على اعدائهم اليهود يعبدون الله على طريقتهم التي ينسبونها الى المسيح الى اليوم.

وتعطلت هداية عيسى في المجتمع البشري بتحريف سيرته وكتابه من قبل اتباعه واحياها الله تعالى بالحسين (السلام عليك يا وارث عيسى) اي بقيت صفة عيسى الرسالية التاريخية الهادية قائمة بالحسين فمن ينظر اليه والى اصحابه وانتصار خطهم على عدوهم يتذكر عيسى واصحابه وانتصار خطهم على عدوهم.

الحسين (ع) وارث محمد رسول الله (ص)

كانت خصوصية خاتم الانبياء الرسالية التاريخية التي تميز بها هي انقاذه للإمامة الابراهيمية من الاحتواء التحريفي القريشي، وتحرير دين ابراهيم من بدع وتحريفات قريش المشركة. وترك امرين نفيسين بعده هما الكتاب وعترته اهل بيته تحمل سنته الصحيحة، واخبر انهما لا يفترقان حتى يردا عليه الحوض وان من تمسك بهما أمِن من الضلالة.

وفي زمن بني امية تعطل القرآن وحرفت السنة ولم يعودا ينفعان في هداية من شاء ان يهتدي الى دين الله.

ونهض الحسين وانقذ بنهضته الامامة الابراهيمية بعد النبي من الاحتواء التحريفي الاموي لها وانقذ دين محمد ص من بدع وتحريفات قريش وبني امية باسم الاسلام، واحيا الامرين النفيسين اللذين خلفهما النبي من بعده وهما الكتاب وعترته اهل بيته واعاد لهما فاعلية الهداية.

فقوله(السلام عليك يا وارث محمد ص) معناه السلام عليك يا من بقيت الصفة الرسالية التاريخية الهادية لمحمد به، وصار من ينظر الى الحسين فكانه نظر الى النبي ص من زاوية هذه الخصوصية الهادية، وهو قول النبي (ص) (حسين مني وانا من حسين) .

الحسين (ع) وارث الصديقة فاطمة (ع)

الحسين برفضه لبيعة يزيد وغضبه على بني امية وايثاره القتل على ذلك نظير فريد لامه الصديقة فاطمةع حين رفضت بيعة قريش المسلمة وغضبت عليهم وايثارها ان تموت على ذلك عند مرضها فاوصت ان تدفن سرا وان لا يشهدا جنازتها. فالزهراء اسست البراءة من قريش المسلمة الاولى والحسين اسس البراء من بني امية، وبوارثته لفاطمة ع نفهم ان موقف فاطمة قد حرفه الاعلام وافقده دلالته في الهداية، واحياه الله بالحسين، وذلك لان الذي مهد لبني امية هم قريش الاولى في السقيفة فلولا السقيفة ما قتل الحسين ولولا حرق بابها ما احرقت خيام نساء الحسين يوم عاشوراء.

الحسين (ع) وارث علي وصي رسول الله

الحسين نظير ابيه علي في خصوصيته الرسالية التاريخية الهادية فكلاهما احيا العمل بفريضة اسلامية اماتها الحاكمون من قريش.

احيا علي ع حج التمتع الذي اماتته قريش الحاكمة وتبين للناس بفعله ان الخليفتين القرشيين كانا مخالفين للسنة، وانه ع كان محقا في رفضه الحكم المشروط بالعمل بسيرة الشيخين، ولما بويع على الحكم كان الناس في زمانه قسمين قسم يحج حج التمتع عملا بسنة النبي ص التي احياها علي ع وقسم يمتنع منه عملا براي بالخليفتين واليوم اغلب المسلمين يعمل بحج التمتع.

وعطلت صفة علي ع الهادية في المجتمع وعرض من قبل الاعلام الاموي الكاذب ملحدا مفسدا في الدين تجب البراءة منه.

واحياها الله تعالى بالحسين حين نهض لاحياء الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي اماتته بنو امية وتبين للناس ان لم يخرج لدنيا بل خرج لله عملا بقول النبي ص الذي يرويه علي عن النبي ص(من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه فأنكره بقلبه، فقد سلم وبرئ ومن أنكره بلسانه فهو من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة اللَّه العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونوّر في قلبه اليقين) . فعاد علي(ع الى المجتمع هاديا من جديد، (السلام عليك يا وارث علي وصي رسول الله) اي بالحسين عادت صفة علي الرسالية التاريخية هادية الى الله ورسوله في المجتمع.

الحسين (ع) وارث الحسن (ع)  الرضي

الحسين فتح بابه كمرجع ديني لمن يعتقد به سنة 58هـ وكان العراقيون يفدون اليه، وهو باحيائه المرجعية الدينية المستقلة عن السلطة ونشره احاديث النبي في امامة اهل بيته في الجيل الجديد في الامة الذي لم يعرف عنها شيئا نظير فريد لاخيه الحسن المجتبى الذي اسس المرجعية المستقلة عن السلطة ونشره احاديث النبي في امامة علي بين الشاميين الذين لم يعرفوا عنها شيئا قبله واستمرت المرجعية الدينية في ولده الائمة التسعة وفي عصر الغيبة قام بها رواة احاديثهم الفقهاء العدول.

صفر 1437

السيد سامي البدري

 ______________

[2] ادريس هو سادس اوصياء ادم اول الانبياء.

[3] قال الامام الصادق حين سئل عن يوم عاشوراء:انه يوم حوصر فيه الحسين من قبل خيل الشام.

[4]. كان آزر كبير اصنام نمرود وله زوجة وولد واباء والذين حطمهم ابراهيم هم حرم ازر وابقى عليه وعلق الفاس برقبته.

[5]. عبدة جمع مفردها عبد، والعبد هو المطيع طاعة مطلقة لسيده. ولاتجوز الطاعة المطلقة الا لله تعالى ولاصفياء الله المعصومين لانهم لايامرون الا في دائرة شريعة الله تعالى لا يتجاوزونها.

عدد الزوار: 5٬715

معلومات الاصدار

الناشر: مركز فجر عاشوراء الثقافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *