زار مجموعة من الطلبة الجامعيين العراقيين المشاركين في الدورة الثقافية الرمضانية التي يقيمها سنويا مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع العتبة الحسينية المقدسة – ممثلية قم المقدسة برفقة ممثل المركز في الجمهورية الاسلامية الايرانية سماحة حجة الإسلام والمسلمين د. السيد حسين البدري سماحة آية الله السيد رياض الحكيم نجل المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله بقم المقدسة بتاريخ 5 رمضان المبارك سنة 1438 الموافق لـ 1/6/2017.
رحب سماحته بالطلبة الحاضرين وأثنى على الجهود التي يبذلها المركز في نشر الوعي والثقافة في المجتمع، ثم استهل حديثه بكلمة اخلاقية حول جهاد النفس واستثمار شهر رمضان المبارك بتهذيب النفس وتربيتها على الفضائل، وإن الصعوبة في جهاد النفس مبنية على استمراريته إلى نهاية حياة الانسان، وان الله تبارك وتعالى قد يسر هذا الأمر للإنسان فجعل له محطات يتزود منها كشهر رمضان المبارك وليلة الجمعة ونهارها.
ثم وضّح سماحته أصناف الناس في يوم القيامة، فهم ما بين؛ معترف بتقصيره، أو مكابر يحاول أن يحمل المسؤولية غيره، أو يتمنى العودة إلى الحياة ليحظى بفرصة جديدة ليعمل صالحا، وان القرآن الكريم قد استوعب هذا التقسيم؛ وبيّن أن شهر رمضان المبارك – كما هو صريح الروايات عن أهل البيت (ع) وصريح الأدعية الواردة عنهم – هو الفرصة المناسبة لينطلق الإنسان من جديد نحو ربه تبارك وتعالى ويستثمر الفرصة الجديدة الممنوحة له ويعمل عملا صالحا.
ثم عرّج سماحته على مسألة رسالة الإنسان في هذه الدنيا، وان الانسان قد تحمل الأمانة لأمرين؛ العقل والاختيار، وإنه انما يحدد مسؤوليته من خلال هويته الاجتماعية، فالانتساب لأهل البيت (ع) والولاء لهم وتضحياتهم وتضحيات الأصحاب والعلماء كلها تُحملنا المسؤولية التي تحددها هويتنا، وأكد سماحته: أن أداء المسؤولية يكون بعد ان ينهي الإنسان دراسته وبناءه بجد واخلاص، وعلى الطلبة أن يستثمروا هذه الفرصة ويتزودوا من العلماء والمراجع العظام وأن يبنوا أنفسهم بناءً عقائديا صحيحا، وأن الإلحاد حتى الان لم يصل إلى درجة ظاهرة إنما قضية موجودة بسبب مشاكل موجودة في المجتمع، وأكد سماحته على عدم التقاطع مع هؤلاء بصورة يخلق أزمة في البلد، لأن البلد ليس بحاجة إلى الأزمات وينبغي أن يكون التواصل على نحو لا يشجع على الإلحاد، فالاختلاف أمر طبيعي البعض لديه مشكلة فكرية فهو غير معتقد بوجود الخالق وهذا لابد من محاورته، والبعض لديه ردة فعل من واقع الاسلاميين في الحكم وهؤلاء يجب ان نثقفهم ونوضح لهم أن الدين لا يناط بالأشخاص إنما الفاصل مبادئ الدين.
وفي نهاية المحاضرة أجاب سماحته على أسئلة الطلبة الحاضرين، التي أثرت جوانب الموضوع أكثر.
وقد أهدى سماحته كتابه القيم (دروس منهجية في علوم القران الكريم) للطلبة الحاضرين، وتقدمت ادارة مركز فجر عاشوراء الثقافي بالشكر الكثير لسماحة السيد رياض الحكيم على المحاضرة القيمة.
One Response
احسنتم بارك الله فيكم جهود متميزة يبذلها سماحة السيد حسين البدري حفظه الله