نقابة المعلمين قطاع قضاء الشطرة من محافظة الناصرية في ضيافة المركز

استضاف مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة وفدا من نقابة المعلمين قطاع الشطرة من محافظة الناصرية بالتعاون مع تجمع شباب المعرفة في برنامج ثقافي احتوى على ثلاثة محاضرات تثقيفية وذلك يوم الجمعة 16/ 3 / 2018م..

المحاضرة الأولى: عقدها سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري دام عزه المشرف العام على المركز تحت عنوان «منهج دراسة تاريخ العراق القديم والوسيط» تحدث فيها سماحته عن خطورة المنهج الموجود، حيث يتم تغذية دارسيه ولأكثر من ثمانين سنة بمفاهيم العلمانية وعدم الاهتمام بالدين من حيث أن الدين نشأن عن خوف الانسان من الطبيعة وجهله بالقوانين ويعتبر العراقيين الأوائل مشركين ثم تطور الانسان حتى ظهر الأنبياء كمصلحين ثم تغييب دور الأنبياء والأئمة (ع) في تاريخ العراق القديم والوسيط، وأكد سماحته على أن هذه معلومات غير صحيحة وهي بذرة الالحاد، وتكمن خطورة هذا المنهج كون أن الدارس له يمر عليه مرور الكرام وفي الغالب لا يعيره اهتماما، إلا أنه يضع أثره الواضح عند الدارسين في اللا شعور، ثم أشار سماحته عن المنهج البديل.

وتحدث عن اكتشافه في قصة خلق الانسان وكيف أن التراث المسماري يتفق مع القرآن الكريم وروايات أهل البيت (ع) بأن الانسان الأول الذي خلقه الخالق تبارك اسمه هو آدم الذي يسميه التراث المسماري آلوليم – أبو البشر – كما في قائمة ملوك السومريين قبل الطوفان وهو أولهم، وأن الله خلقه على أرض بابل، وهي نفس الأرض التي رست عليها سفينة نوح (ع) وهي النجف وأوضح العمق التاريخي للنجف الأشرف منذ زمن آدم (ع) ونوح (ع) وإلى آخر الدنيا.

 

ثم تحدث سماحته عن اصطفاء الله تعالى لآدم (ع) نبيا، وكيف أن الله تعالى أطلعه – لنبوته – على كبريات الأحداث في الزمان كما في قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها)، وما حفظته لنا الكنيسة الحبشية حين اعترفت بسفر أخنوخ – ادريس (ع) – سفرا قانونيا وتحدث سماحته عن بحثه حول نبوءة رؤيا الأسابيع العشرة في هذا السفر وكيف أن هذه النبوءة تتحدث عن عدة أحداث مهمة في التاريخ، وحديثها عن النبي (ص) وأهل بيته (ع) وأشار سماحته إلى أن لوحة ميثاق النبيين التي تحتوي على مخطط في شرح هذه النبوءة.

ثم استمع سماحته إلى مداخلات الحضور، وأجاب على اسئلتهم، وقد أعرب الوفد الحاضر عبر الاستبيان الذي وُزِّع عليهم عن تفاعلهم مع هذه الندوة التي طالبوا بتكرارها وتوسعها في برنامج آخر مخصص لها.

المحاضرة الثانية: استضاف المركز لإلقاء المحاضرة الثانية سماحة السيد حسين الحكيم حفظه الله في محاضرة تحت عنوان «تذويب الهوية والتشريعات الاسلامية الوقائية» تحدث فيها عن خطورة ما يتعرض له الشباب المؤمن من محاولة قوية في تذويب هويته الاسلامية ومسخها.

وأكد سماحته في طرح جديد خص به هذه الندوة أن الاسلام قد شرّع جملة من التشريعات تهدف الى حفظ المؤمنين من هكذا محاولات واسماها بالتشريعات الوقائية، وهي حرمة التعرب بعد الهجرة، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وأكد سماحته على أن هذه الفريضة هي من أهم الأحكام الوقائية التي تحمي المجتمع والمؤمنين من التلاشي القيمي والأخلاقي اذا تم تطبيقها بشرطها وشروطها ودون تعسف وتطرف كما أراد الشارع الأقدس، وتحريم تداول كل ما من شأنه الإضلال إلا لأغراض الرد ودفع الشبهة، والتبري الذي هو ناتج عن اصالة المحبة للولي التي عادة ما تكون في الله ولله وليس انطلاقا من التعصب للانتماءات الذاتية، كما اكد سماحته ان هذه المسالة هي مسالة قلبية روحية لا تتنافى مع المواقف الايجابية تجاه الأخرين التي حفلت بها سيرة المعصومين (ع) وتوجيهاتهم بالشكل الذي يتفادى التصادم ويحفظ مصالح المؤمنين ويكرس ضرورات التعايش السلمي بين مختلف الملل والطوائف.

 

ومن جانب آخر أشار سماحته إلى التخلف الذي تعاني منه المناهج في المدارس العراقية، وعدم انسجامها مع هوية الاغلبية وعقيدتهم ورؤيتهم للتاريخ، مؤكدا على خطورة هذا الأمر، ثم استمع سماحته الى مداخلات الحضور واجاب على الاسئلة.

وفي الختام أشاد سماحته بدور المركز من خلال مختلف نشاطاته الثقافية والنتاج الفكري والثقافي المتمثل باللوحات العلمية والاصدارات ومجلته فجر عاشوراء.

المحاضرة الثالثة: وفقا للمنهاج المعد للبرنامج الثقافي لوفد نقابة المعلمين في قضاء الشطرة من محافظة الناصرية ألقى السيد جعفر البدري رئيس مركز فجر عاشوراء الثقافي المحاضرة الثالثة والأخيرة، حيث تحدث عن الدليل العلمي على اثبات الصانع الحكيم الذي شيده المرجع الراحل الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رح) الذي يعتمد منهج الاستقراء القائم على حساب الاحتمالات، وأوضح أن هذا المنهج هو نفسه المنهج الذي يستخدمه العلماء في مختلف العلوم التجريبية لتشييد النظريات وتفسير الظواهر.

وأشار في هذه المحاضرة على وجود منهج جديد أسس له وشيّده سماحة السيد المشرف العام على المركز دام عزه في مواجهة الالحاد واثبات التوحيد من خلال علم الآثار، وأشار إلى أن التراث السومري المتمثل بالرُّقم الطينية التي تم اكتشافها في العراق خلال القرن الماضي تمثل تراث نوح (ع) إلا أنه محرّف يحتاج إلى بحث وتحقيق وقراءة جديدة وفق التي أسس لها سماحة السيد المشرف العام على المركز دام عزه، وفي ختام هذه المحاضرة أجاب على الأسئلة التي طرحها الحضور.

وفي ختام هذا البرنامج الثقافي أعرب الحاضرون عبر أوراق الاستبيان التي وُزعت عليهم عن ارتياحهم لهذه البرامج الثقافي والمحاضرات المتميزة التي تلبي الحاجة وتجيب في فقراتها على جملة من الأسئلة التي تُطرح اليوم في الساحة الفكرية والثقافية، كما عبّروا عن شكرهم وتقديرهم لادارة المركز وللعتبة الحسينية المقدسة على اتاحة هذه الفرصة الطيبة لهم.

 

عدد الزوار: 327

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *