واقع العراق بين التاريخ والمستقبل

بالتنسيق مع مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة استضافت جمعية كشافة الكفيل سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري دام عزه المشرف العام على المركز ضمن المخيم الكشفي تحت عنوان (برنامج التطوير الشامل) المقام لهم من قبل ادارة الكشافة في مجمع الشيخ الكليني (رح) التابع للعتبة العباسية المقدسة لإلقاء محاضرة تثقيفية لشباب الكشافة، وقد حضر المحاضرة (300) كشافا والعديد من قادة المجموعات الكشفية.

واستهل سماحته حديثه بذكر أهمية الكشافة في العالم وأن الدول تهتم بالكشاف والمجاميع الكشفية اهتماما كبيرا لا فقط على سبيل امتلاك وتطوير المهارات والخبرات التجريبية والكشفية ونحوها، بل يمتد الاهتمام ليشمل الجانب الثقافي والمعرفي لدى الكشاف.

وأكد سماحته على أن المدارس الحديثة تعطي ثقافة على نوعين؛ عامة ومتخصصة، أما الثقافة العامة فتكمن في مادة التاريخ التي تُعطى للطالب في المرحلة المتوسطة (تاريخ العراق القديم، تاريخ العراق الاسلامي (الوسيط)، تاريخ العراق الحديث) فالإنسان يحتاج إلى أن يكسب معلومات عن ماضي بلده وحاضره ومستقبله، والثانية من قبيل الرياضيات والفيزياء والكيمياء ونحوها كونها تمثل البداية للعلوم المتخصصة لتؤهل الطالب لكي يكون طبيبا او مهندسا او فيزياويا في المستقبل، كما أكد سماحته على أن المناهج الدراسية التي تدرَّس في المدارس لا تلبي طموح المعرفي للطالب، وأشار إلى أن بلدنا العراpق يُنظر إليه من جهتين الاولى من جهة الخدمات والاعمار ونحوها ومن ينظر إلى العراق من هذه الزاوية فقط فإنه يحبط أمله ولا يجد غير الخراب، أما الوجه الآخر فهو الذي يتجلى في موسم المحرم وأيام الأربعين.

وأكد سماحته أن الوجه الذي يمثل واقع العراق هو الوجه الثاني، لأنه هو الذي يربى الشباب ويعلمهم ويزيد من ثقافتهم، فلو استمر الشباب على الاصلاح الذي يخلفه موسم الحسين (ع) سيكون خامة صحيحة لبناء البلد ومستقبله، وتخلل حديث سماحته ذكر أهمية المواكب والهيئات الحسينية، ثم تحدث عن النهضة الحسينية وأسبابها وأهدافها بشكل موجز، كما أكد في حديثه أن من سمات الانتصار الحسيني هي تلك الملايين من الجماهير الحسينية التي تحمل الحسين (ع) في قلوبها تحيي ذكره ليلة العاشر من المحرم عند قبره الشريف.

ثم أشار سماحته إلى أهمية النجف الأشرف وكربلاء المقدسة التي هي ظهرها كما في الرواية عن أمير المؤمنين (ع)، وأن الامام المهدي (عج) سيستقر فيها، فهي تمثل مركز العراق الحقيقي بل في عهد الإمام (عج) ستكون مركز العالم.

كما ذكر سماحته للكشافة الحاضرين العديد من المعلومات المهمة الجغرافية والتاريخية حول النجف وكربلاء واسمها في التراث المسماري، التي جذبت الحضور للمحاضرة، وأكد أن هذه الهضبة  – هضبة النجف – كربلاء – في حقيقتها تحمل تاريخ العراق القديم، كما ذكر لهم طرفا من اساليب السومريين في التوريخ حيث أنهم استخدموا حادثة الطوفان للتوريخ فكانت تمثل حادثة تاريخية مفصلية (حوادث قبل الطوفان وحوادث بعد الطوفان).

وأشار سماحته إلى أنه ينبغي أن تعطى مادة التاريخ تعزز من ارتباط العراقيين ببلدهم وتاريخهم المشرق على هذه الأرض، فهم لم يكتشفوا الكتابة فقط أو صناعة بعض الأدوات أو ما خلفوه من ملاحم أدبية مع أنهم أغفلوا العديد من المعلومات المهمة التي تذكر في هذه الملاحم، الأهم من ذلك أن العراقيين القدماء كانوا حملة تراث الأنبياء من آدم إلى نوح (ع) بعد الطوفان، ثم حملوا من بعدُ تراث الأئمة (ع) والولاء لهم ودفعوا الثمن غاليا من أجل ذلك.

وفي ختام حديثه أكد سماحته على الالتزام بتوجيهات المرجعية العليا في النجف الأشرف والإلتفاف حولها والإمتثال لأوامرها، ثم أجاب سماحته عن بعض أسئلة الحضور.

عدد الزوار: 143

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *