الندوة العلمية: «النبوءة الكبرى لخاتم الأنبياء (ص)»

أقام مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقجسة بالتعاون مع المكتبة الأدبية المختصة في النجف الأشرف ندوة علمية بعنوان «النبوءة الكبرى للنبي (ص)» ألقاها سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري (دام عزه) المشرف العام على المركز، وقد حضرها نخبة من طلبة الجامعات والمعاهد والخريجين والمثقفين من الشعراء والكتاب من محافظتي بابل والنجف الأشرف.

تحدث سماحته فيها عن الفكر الرؤيوي المستقبلي في الفكر الديني بشكل عام والاسلامي بشكل خاص وكيف يعرض الفكر الديني النبوءات المستقبلية ونموذجها سفر أخنوخ في عرضه للمراحل التأريخية الحتمية لحركة البشر على الأرض، ثم شرح سماحته لوحة «ميثاق النبيين» والتي هي عبارة عن تفسير لقوله تعالى «وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه» فتحتوي هذه اللوحة على شرح لنبوءة النبي إدريس (ع) – أخنوخ – المعروفة بـ(رؤيا الأسابيع العشرة) وعلى عدة نصوص اخرى من القرآن الكريم ومصادر الحديث السنية والشيعية ومن التوراة والانجيل في البشارة بالنبي محمد (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) وكيف أن هذه النصوص من التوراة والانجيل بعضها يشخص سنة بعثة النبي (ص) وتعيين وصيه علي (ع) في رجب سنة 610م كما في سفر دانيال، وبعضها يتحدث عن هجرة النبي (ص) حفاظا على نفسه من القتل وأن الله تعالى سينصره نصرا مؤزرا على قريش في نهاية ثمان سنوات من الهجرة كما في سفر اشعيا، وأشار إلى ذكر النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع) والإمام المهدي (عج) في انجيل يوحنا، موضحا أن الميثاق الذي أخذه الله تعالى على أنبيائه (ع) هو التبشير بالنبي (ص) وأهل بيته (ع) وإخبار اممهم واتباعهم بهم، وأشار سماحته إلى أن بني اسرائيل قد حملوا هذا العهد وقد طالبهم القرآن الكريم بالوفاء به «يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوفِ بعهدكم وإياي فارهبون» وأشار سماحته إلى أن هذا العمل وهذا التفسير منطلق من حديث أمير المؤمنين (ع) في تفسير هذه الآية.

ثم تطرق سماحته إلى شرح لوحة «لتركبن طبقا عن طبق» والتي هي عبارة عن تفسير لقوله تعالى «لتركبن طبقا عن طبق» منطلقا من حديث النبي (ص): (لتتبعن سنن الذين منقبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، قيل له: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن إذن؟) ومن حديث أمير المؤمنين (ع) في تفسير الآية: (أي: لتسلكن سبل من كان قبلكم من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء)، وأوضح سماحته بأن هذه اللوحة هي مكملة للوحة السابقة «ميثاق النبيين» وأنها تحتوي على بيان كبرويات الأحداث في المسار التأريخي لبني اسرائيل والمسار التأريخي لقريش، ثم وضّح سماحته التناظر ما بين المسيرتين من خلال كبرويات الأحداث وتفصيلها إلى عشرة مراحل، وأن المسيرتين ستلتقيان في آخر الزمان وأنها ستختم بالرجعة.

وأشار سماحته في خلال حديثه عدة مرات إلى أهمية الموقع الذي تحتله النجف الأشرف اليوم وعبر التأريخ، وأهمية دور المرجعية وأكد على أن أهمية التمسك بها لكونها الامتداد الطبيعي لحركة الأئمة (ع) في المجتمع.

في الختام أجاب سماحته على أسئلة الحضور، وفيما يلي كلمة اختتام هذه الندوة لسماحة د. السيد مهند جمال الدين أمين المكتبة الأدبية المختصة.

 

الكلمة الختامية للندوة العلمية: «النبوءة الكبرى لخاتم الأنبياء (ص)» سماحة د. السيد مهند جمال الدين (العلامة البدري ظاهرة وثروة علمية)

في البداية أود أن اشكر العلامة السيد سامي البدري على هذه المحاضرة القيمة المتشعبة وحقيقة نحن أتعبناه هذه الليلة، نسال الله أن يطيل في عمره، وأن نكون أوفياء لهذا العلم ولهذه الظاهرة، حقيقة السيد سامي البدري اليوم يشكل ظاهرة علمية لسعة علمه ولسعة اطلاعه.

استطاع من خلال محاضراته التي عودنا فيها أن يثير فينا ما كان كامنا وما كان ربما لم يكن متحركا، حرك الساكن في قلوبنا، حرك الساكن في أرواحنا، أثرى فينا العلم، أثرى فينا الثقافة العالية، من خلال توسّعه وثروته الكبيرة في العلم.

اليوم يشكل السيد سامي البدري ثروة علمية، حريّ بنا أن نلتف حول هذه الظاهرة بحيث لا نكون إلا أوفياء لهذه الظاهرة ولا نكون ظاهرة صوتية، وإنما نكون كما عودنا السيد البدري أن نكون أفياء لهذا العلم من خلال تحليقه بنا حيث الآيات وحيث الروايات وحكاية الرواية وحكاية الآية لاستنهاض ما وراء الآية وما وراء الرواي.

الإحتمالات التي يذكرها احتمالات ولكنها قد تقع، ونحن نتصور أن مثل هذه الإثارات ومثل هذه الاستفهامات في يوم من الأيام سيكون لها جيل واعي يفهم المغزى الذي يطرحه السيد سامي البدري.

هنيئا لنا بوجود السيد سامي البدري ونشكره جزيل الشكر على وجوده في مكانه المكتبة الأدبية المختصة، ونطلب من الله تعالى أن يطيل في عمره وأن يوفقنا وإياه لخدمة الدين والمذهب.

عدد الزوار: 489

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *