برنامج للاساتذة والحفاظ والقراء من معهد القرآن الكريم ـ قم المقدسة ـ 2017

اقامت ممثلية مركز فجر عاشوراء الثقافي في قم المقدسة برنامجا ثقافيا لمدة يومين لثلة من أساتذة وحفاظ وقراء معهد القرآن الكريم (كربلاء المقدسة قضاء الهندية) خلال زيارتهم الى مدينة قم المقدسة في 5 /8/ 2017م.
حيث ابتدا فعاليات البرنامج في بزيارة صباحية إلى سماحة آية الله السيد رياض الحكيم دام توفيقه حيث رحب سماحته بالوفد وأبدى اعجابه بنشاطات المركز وأهمية الدور الثقافي الذي يقوم به ثم ألقى محاضرة حول معارف القرآن الكريم.
وبعد الظهر ألقى ممثل المركز في ايران فضيلة حجة الاسلام د. السيد حسين البدري ندوة علمية بعنوان (مناهج خمسة في اثبات امامة اهل البيت (ع) من القرآن الكريم) ثم أجاب على أسئلة الحاضرين.
وفي اليوم الثاني كانت هناك زيارة إلى دار السيدة رقية للقرآن الكريم جاءت في اطار الزيارات التواصلية التي يقوم بها المركز مع المراكز والمؤسسات في قم المشرفة حيث اطلع الوفد على الخبرات والمنجزات ومطبوعات الدار.
ثم توجه الوفد لزيارة سماحة آية الله السيد علي الميلاني دام توفيقه في مكتبه وبعد اداء صلاة المغرب والعشاء رحب سماحته بالوفد، وألقى سماحته محاضرة قيمة حول ضرورة العمل بالقرآن الكريم.

نص المحاضرة

محاضرة آية الله السيد علي الميلاني حول العمل بالقرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

قال أمير المؤمنين ’عليه السلام‘: «الله الله في القرآن لا يسبقنكم بالعمل به غيركم».

هذا التعبير في الروايات وفي لغة العرب هو لبيان الأهمية وحث المستمع على الاهتمام مثل: «الله الله في الصلاة» أو «الله الله في القرآن».

و«غيركم» قد يراد منها عدة معاني:

  • غير المسلمين، وهذه حقيقة واقعة فرأينا أن غير المسلمين قد استفادوا من حقائق ذكرها القرآن الكريم قبل أن يستفيد منها المسلمون.
  • لا يسبقنكم بالعمل أو في العمل – الاشتغال – بالقرآن الكريم غيركم.
  • غير الشيعة في داخل الإسلام فالخطاب من أمير المؤمنين ’عليه السلام‘ للشيعة.

قراءة القرآن الكريم وحفظه من الأمور الممدوحة والمندوبة، وقد ورد الأمر به في الروايات، وأنها من أسباب الحفظ قال تعال: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، لذا ورد الأمر بكثرة تلاوة القرآن الكريم وكتابته، كل ذلك وارد عندنا في الشريعة.

لكن أمير المؤمنين ’عليه السلام‘ يؤكد على العمل بالقرآن الكريم «لا يسبقنكم بالعمل به غيركم» حفظه وتلاوته هو الاُنس به في كل وقت، أما العمل بالقرآن الكريم ففيه ثلاثة أمور أساسية يتشكل منها الدين في جميع أفعاله:

الامر الأول: المباني الاعتقادية، فإن القرآن الكريم وضع أصل لأصول الدين، وجود الله سبحانه وتعالى، صفاته، أسماؤه، توحيده، ثم النبوة وأن من يطيع النبي فقط أطاع الله وهذا فيه دلالة على عصمة النبي، ثم الإمامة الحقة إمامة أمير المؤمنين ’عليه السلام‘ وسائر الأئمة ’عليه السلام‘، وهكذا بالنسبة للمعاد وما أكثر الآيات في القرآن الكريم التي تذكرنا بالمعاد والحساب والجزاء بالجنة والنار بالثواب والعقاب، هذه العقائد كلها متخذة من القرآن الكريم.

الأمر الثاني: العبادات والمعاملات، أي: فروع الدين، فتجد فروع الدين في القرآن الكريم «اقيموا الصلاة واتوا الزكاة»، «ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا»، والآيات الدالة على الأحكام الشرعية تعرف بآيات الأحكام.

الامر الثالث: الاخلاق، فتجد القرآن الكريم، يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر.

اذن لابد من انتهاء امر حفظ القرآن الكريم الى العمل به، لأن الحفظ في نفسه مندوب، ولكن الأهم الحفظ مع التدبر (أفلا يتدبرون القرآن) وهو ما سيرتب واجبا على الحافظ؛ هو العمل بالقرآن الكريم، والعمل به يتوقف على فهم القرآن الكريم، وفهمه يتوقف على الروايات الواردة في التفسير، وتفسيره ليس إلا من النبي ’صلى الله عليه وآله وسلم‘ وأهل بيته الطاهرين ’عليه السلام‘ الذين نزل القرآن الكريم في بيوتهم، فهم أدرى بما فيه، لذا قال رسول الله ’صلى الله عليه وآله وسلم‘: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» هذا الحديث متواتر عن النبي ’صلى الله عليه وآله وسلم‘.

أما قوله ’صلى الله عليه وآله وسلم‘: «علي مع القرآن والقرآن مع علي» وغيرها من الأحاديث الواردة فهي تدل على أن فهم القرآن الكريم والعمل به يؤخذ من أهل البيت ’عليه السلام‘ لا من غيرهم.

إذن لابد من العمل بالقرآن الكريم على ضوء ما ورد عن أهل البيت ’عليهم السلام‘ الذين في بيوتهم نزل.

أنتم والحمد لله من الحفاظ والقراء، تعيشون مع القرآن الكريم، هذا توفيق إلهي لا يناله كثير من الناس، هذا توفيق الأُنس بكلام الله سبحانه وتعالى، عندما نقرأ القرآن الكريم أو نستمع إليه فكأنما الله سبحانه وتعالى يخاطبنا، صرنا مخاطبين، وأي شرف أعلى من هذا الشرف؟ نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لتعلم القرآن الكريم والتفقه فيه والعمل به، كما نسأله أن يحشرنا مع القرآن الكريم وأهل القرآن الكريم، أن يحشرنا مع محمد وآله الطيبين الطاهرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الأسئلة

السؤال: من هم المهتمون بالقرآن الكريم؟

الجواب: الذين اهتموا بالقرآن منذ اليوم الأول هم أهل البيت ’عليه السلام‘ وشيعتهم، وأما غير أهل البيت ’عليه السلام‘ فليس عندهم من القرآن شيء والشواهد كثيرة على ذلك، منه قول الحافظ جلال الدين السيوطي من علماء اهل السنة في القرن العاشر عنده كتب في القرآن الكريم عنده تفسير ومن كتبه الاتقان في علوم القرآن، يصرح أنهم لا يجدون عن الأول والثاني والثالث شيئا في تفسير القرآن، حتى بعدد الأصابع، يصرح أن هؤلاء ما كان عندهم علم بالقرآن ولا فهم للقرآن وما تعلموا شيئا يتعلق بالقرآن الكريم من النبي ’صلى الله عليه وآله وسلم‘ هو يذكر في تفسيره الدر المنثور يقول هو أراد ان يحفظ سورة البقرة اثنا عشرة سنة حتى يحفظ هذه السورة هو يقول من الخلفاء الأربعة كل ذلك من تفسير كان لعلي ابن ابي طالب ’عليه السلام‘.

يصرحون بأن هؤلاء الخلفاء حتى بالنسبة الى الفاظ القرآن يعني مفاهيم الالفاظ القرآن العربية كانوا جاهلين سألوا أبا بكر وسالوا أيضا عمر عن معنى وفاكهة وأبا ما معنى أبا في هذه الاية من كبار الحفاظ للقرآن من بين الصحابة ابن كعب في يوم من الأيام اعترض عمر ابن الخطاب عليه في قراءة آية انها ليست تقرأ هكذا قال له عمير ابن الكعب سمعت من رسول الله هذه الاية بهذا اللفظ واللحن فحفظته من النبي ص وفي كل مورد كان عمر يعتذر عن أمور القرآن كان يلهيني العمل بالأسواق هذا مكتوب في كتبهم أي هذا عذره عذر جهله بالقرآن وبالاحكام الشرعية انه كان مشغولا في العمل بالأسواق اما امير المؤمنين فقد كتب القرآن بخطه وكتب أئمتنا عليهم السلام واهتمامهم بالقرآن وتفسيره تفسير الامام الباقر ع في الكتب وحتى تلامذة الائمة لهم تفسير عن الامام للعمل بالقرآن وهذا كلام امير المؤمنين الله الله في القرآن في الآونة الأخيرة جاء هؤلاء تمرنوا على الالحان والقراءات اما في التاريخ لم نجد احد منهم يكون اهلا للقرآن وللعمل به ومن الذي رمى القرآن بالسهام لا نجد شيئا من هذا القبيل عن اهل البيت لا نجد الا الاحترام والتعظيم والامر بالقرآن الكريم والاهتمام يشهد لهم الأول والآخر.

السؤال: القرآن الكريم لماذا الناس مهتمون بقضية العترة وغير مهتمين بالقرآن الكريم فكيف نرغب الناس بالقرآن والإهتمام به؟

الجواب: اذا كانوا يهتمون بالأئمة ’عليه السلام‘ فماذا يقولون؟ الى ماذا يدعون؟ الى القرآن الكريم.. وهل عند الائمة ’عليه السلام‘ شيء غير القرآن الكريم وتعاليمه ورعايته، لو أننا نتبع أهل البيت ’عليه السلام‘ اتباعا حقيقيا فقد اتبعنا القرآن والعترة كليهما، وحفّاظ القرآن من الشيعة في التاريخ كثيرون، ولكن هناك ادعاء من بعض علماء أهل السنة في جملة من كلماتهم أن الشيعة لا يحترمون النبي ’صلى الله عليه وآله وسلم‘ كما يحترمون أهل بيته ’عليه السلام‘ يقدمونهم عليه، وهذا افتراء على الشيعة انما نطيع ونتبع أهل البيت ’عليه السلام‘ لأن النبي ’صلى الله عليه وآله وسلم‘ أمر بذلك فالحقيقة أننا مطيعون للنبي ’صلى الله عليه وآله وسلم‘، على أي حال الافتراء علينا كثير وبأشكال مختلفة، ولكن لو دار الأمر بين أن نكون عاملين بالقرآن الكريم أو أن نكون قرّاء للقرآن الكريم بألحان مختلفة كما عند المصريين، أيهما أولى؟ المطلوب العمل به، والعاملون بالقرآن الكريم هم الشيعة وليس غيرهم يقينا، وقطعا لا يعمل أحد من الفرق الإسلامية بالقرآن كما يجب الا الشيعة الاثني عشرية.

السؤال: كيف نستدل من القرآن الكريم على وجود الامام الحجة (عج) حتى يكون الجواب من الصميم لهؤلاء الذين يشكون بوجوده (عج)؟

الجواب: عندما يطالبون الشيعة بإقامة دليل من القرآن الكريم فقط هذا احراج، ولماذا من القرآن فقط؟ لو ورد الحديث الصحيح عن النبي ’صلى الله عليه وآله وسلم‘ المقبول عند جميع المسلمين، والحديث الصحيح حكمه حكم الآية القرآنية فالقرآن الكريم يقول: «ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا» فلو كان هناك أمر من الأمور الدينية لم يُذكر في القرآن الكريم وذكر بحديث نبوي ألا نأخذ به؟!

مع ذلك فإن في القرآن الكريم آيات كثيرة هذه الآيات لا تنطبق إلا على الامام المهدي ’عجل الله تعالى فرجه‘ كقوله تعالى في سورة النور: «وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا…» إلخ الآية فإن هذا الوعد سيتحقق في زمن الامام المهدي ’عجل الله تعالى فرجه‘، كذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء: «ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض سيرثها عبادي الصالحون»، وآيات كثيرة أحد علماء كربلاء من تلامذتي ألّف كتابا في الآيات النازلة في حق الامام المهدي ’عجل الله تعالى فرجه‘ وهذا الكتاب يحتوي على 300 آية من القرآن الكريم في حق الامام ’عجل الله تعالى فرجه‘، وهناك كتيب للسيد هاشم البحراني اسمه (المحجة فيما نزل في الإمام الحجة) أيضا مفيد، اذن الآيات المتعلقة به كثيرة، والحديث النبوي الثابت عن النبي حكمه حكم الآية القرآنية في كل الموارد وإلا فصلاة الصبح ركعتان هذا غير موجود في القرآن الكريم، إذن هو احراج عندما يطلب إعطاء آية من القرآن في هكذا مورد، فالايات المتعلقة بالإمام ’عجل الله تعالى فرجه‘ كثيرة لكن الاحاديث اكثر وتعد بـ2000 حديث في الامام المهدي ’عجل الله تعالى فرجه‘.

السؤال: عبارة صدق الله العلي العظيم ما أساسها؟

الجواب: هناك رواية في كتاب البحار أنه إذا قرأتم القرآن وفرغتم من القرآن قولوا صدق الله العلي العظيم الا ان سند العبارة.. وأصبح قول صدق الله العلي العظيم شعارا للشيعة يميز به القارئ الشيعي عن غيره، والعلي العظيم هو الله سبحانه وتعالى.

السؤال: ما رأيكم في مسألة العلوم من القرآن الكريم؟

الجواب: العلوم من القرآن، القرآن ليس كتاب علوم انما هو كتاب هداية (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) وليس كتاب علوم، إنما نأخذ العلوم من اهل البيت ’عليه السلام‘.

وفي ختام البرنامج توجه الوفد الى زيارة السيدة فاطمة المعصومة بنت الامام الكاظم (ع)، وقد اعرب وفد معهد القرآن الكريم عن رغبته بالتواصل اكثر مع المركز لاقامة جملة من النشاطات التعاونية بين الطرفين.

عدد الزوار: 1٬131

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *