تفسير سورة التين

بالتعاون مع مؤسسة تراث النجف الحضاري والديني استضاف مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة مجموعة من الزائرين من محافظة الكوت برفقة متولي مسجد أبي تراب في المحافظة، وأقام لهم محاضرة في تفسير سورة التين ألقاها سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري دام عزه المشرف العام على المركز وذلك على قاعة ومكتبة الإمام الهادي (ع) 17 / 8 / 2019م.

حيث تحدث سماحته بشكل موجز عما أشار إليه القرآن الكريم في الآيات الأولى من السورة حسب ما ورد في روايات أهل البيت (ع) فإن قوله تعالى <والتين> إشارة إلى المدينة المنورة، وقوله <والزيتون> إشارة إلى بيت المقدس، وقوله تعالى <وطور سينين> إشارة إلى البقعة التي تشمل كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، وقوله تعالى <وهذا البلد الأمين> إشارة إلى مكة، وهذا ما ورد عن النبي (ص) وأهل بيته (ع) في تفسير السورة: <إن الله اختار من البلدان أربعة..> الحديث في بحار الأنوار عن معاني الأخبار والخصال، فيتضح أن الله سبحانه وتعالى يقسم بهذه المدن الأربعة لأهميتها في تاريخ الأنبياء (ع)، كما أنها دعوة منه تعالى للبشر أن ينظروا في تاريخ هذه المدن المهمة وارتباطها بحركة الأنبياء واخذ العبرة من تاريخها.

ثم إن الله تعالى بعد هذا القسم يعطي حقيقة مهمة <لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم> أي أن الله تعالى خلق الانسان على الفطرة السليمة والمستقيمة، ثم قال: <ثم رددناه أسفل سافلين> أي انحراف البشر عن الفطرة السليمة إلى ابشع الأفعال التي اذا ارتكبها الانسان ينقلب إلى اسفل السافلين وتنهي وجوده ويستتبع ارتكابها عقوبة إلهية وهي (المثلية) التي تشرعها اليوم عدة دول في الغرب.

وقوله تعالى <إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير منون ، فما يكذبك بعد بالدين ، أليس الله بأحكم الحاكمين> فقد أشار سماحته إلى أن السورة المباركة توضح لنا طريق النجاة من أن يكون الانسان والعياذ بالله من أسفل السافلين وينجو من العذاب الإلهي في الدنيا والآخرة بأن يكون من المؤمنين الملتزمين بتعاليم الإسلام الحنيفة المتمسكين بمنظومته الأخلاقية التي تربي الإنسان على الفضائل.

وفي ختام المحاضرة أجاب سماحة السيد عن أسئلة الحضور.

ومن الجدير بالذكر أنه تم الاستفادة من وسائل الإيضاح والعرض الحديثة التي يعتمدها المركز كإحدى الأساليب في إيصال الأفكار للمتلقين.

عدد الزوار: 205

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *