بالتعاون مع مؤسسة تراث النجف الحضاري والديني استضاف مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة مجموعة من كسبة حي الحرفيين في النجف الاشرف من الخريجين، وأقام لهم محاضرة تثقيفية تحت عنوان «علم الاستشراف المهدوي» على قاعة ومكتبة الإمام الهادي (ع) ألقاها سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري دام عزه المشرف العام على المركز وذلك في 6 / 7 / 2019م.
واستهل سماحته محاضرته بالحديث عن قيمة المرء التي تكمن فيما يحسنه وفي منظومته المعرفية في عقله ومن ثم في أخلاقه الحميدة والكريمة، وأشار إلى ان العقل من خلال المعلومات ينقسم إلى قسمين؛ عقل متخصص وعقل عام، فالقسم الأول يحتاج إلى معلوماته المجتمع وهو من قبيل الطبيب والمهندس والفيزياوي والكيمياوي والصيدلاني ونحوهم، وأما القسم الثاني وهو «العقل العام» فكل فرد يحتاج إلى معلوماته التي تكون الإجابة على الأسئلة التي ترتبط بالإنسان نفسه، فمن أين أتى ومن خلقه وما هو الهدف وما هو المصير والأسئلة التي تتفرع عن ذلك، وأن كلاهما له أهميته إلا أن العقل العام له أهميته الخاصة كونها تعنى بتربية الانسان وبناء منظومته العقائدية والفكرية، وضرب سماحته أمثلة على ذلك.
ثم تحدث سماحته مناهج دراسة التاريخ في العراق المناهج الدراسية لمادة التاريخ في المراحل المتوسطة (الأول: تاريخ العراق القديم، والثاني: تاريخ العراق الوسيط والعهد الاسلامي، والثالث: تاريخ العراق الحديث) في المدارس الحديثة في العراق لمائة عام فانتبه إلى خطوة المادة التي تدرس في المناهج لأنها تقوم بتمدير الذاكرة العراقية عند العراقيين وهي أهم أجزاء العقل العام عند الفرد العراقي، وتبني محله ذاكرة مدمَّرة ومدمِّرة من خلال التغييب المتعمد للعديد من المفردات والمعلومات المهمة في هذه الذاكرة، وتضع محلها معلومات ومفردات غير صحيحة.
ثم تحدث سماحته عن علم الاستشراف المهدوي وأوضح أن هذا العلم يتكون من ثلاثة علوم هي علم مراحل التاريخ وعلم الاستشراف السياسي وعلم روايات الملاحم والفتن، كما أكد أن الغاية من علم الاستشراف المهدوي هو مواجهة التيارات العقائدية المنحرفة التي تدّعي ارتباطها وصلتها بالإمام المهدي (عج) والتي تطعن بالمرجعية العليا والذي هو خير دليل على انحرافها.
وفي ختام المحاضرة أجاب سماحته عن أسئلة الحضور الذين أعربوا عن سعادتهم واستفادتهم من المعلومات المطروحة.