اصدر مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة – ممثلية قم المشرفة (1442هـ) الكراس الالكتروني رقم 25 تحت عنوان: «الامام موسى بن جعفر الكاظم (ع)» إعداد: د. السيد حسين البدري.
إن المعرفة تتقدم على الإيمان، قد أودع الباري تعالى حُبَّها في أعماقنا، ومن خلالها تتوفر دواعي الحركة نحو البناء والتربية والقانون والسياسة والأخلاق والإبداع والتطلع إلى عالم ما وراء المحسوسات وما وراء الحياة، والصانع الحكيم.
والوحي من اهم روافد المعرفة، وآفاقه واسعة وقممه شاهقة، وقد اختار الباري تعالى اكمل بريته لحمله؛ ليكون بأمان عندهم يؤدّونه إلى الناس لتكمل به العقول وتتألف به الأفكار، فصيرهم بذلك حججا على العباد. ﴿وَالَّذِي أَوحَينا إِلَيكَ مِنَ الكِتابِ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَينَ يَدَيهِ إِنَّ الله بِعِبادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ 31 ثُمَّ أَورَثنَا الكِتابَ الَّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَمِنهُم مُقتَصِدٌ وَمِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ بِإِذنِ الله ذلِكَ هُوَ الفَضلُ الكَبِيرُ 32﴾ فاطر/31ـ32
ومعرفة هؤلاء الأمناء طريق مضمون النتائج محمود العواقب قريب المنال سهل الوصول.
عن أبي حمزة، قال: قال لي أبو جعفر (ع): «إنما يعبُدُ الله من يعرفُ الله، فأما من لا يعرفُ الله فإنما يعبُدُه هكذا ضَلالا (اي بدون معرفة).
قلت: جعلت فداك فما معرفة الله؟ قال: تصديق الله عز وجل وتصديق رسوله (ص) وموالاة علي (ع) والائتمام به وبأئمة الهدى : والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم».
عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (الباقر) (ع): أخبرني عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق؟ فقال: «إن الله عز وجل بعث محمداً (ص) إلى الناس أجمعين رسولاً وحجة لله على جميع خلقه في أرضه، فمن آمن بالله وبمحمد رسول الله واتبعه وصدقه فإن معرفة الإمام منا واجبة عليه».
فعبادة الله تعالى لا تكون إلا بسُنَّة رسول الله (ص) والناس قد اختلفوا في رواية سنته (ص) اختلافا شديدا، وقد بيَّن النبي (ص) ان المخرج من ذلك هو التمسك بالثقلين.
وقد قال الصادق (ع): «لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمة كلهم وإمام زمانه، ويرُد إليه ويسلِّم له، ثم قال: كيف يعرِف الآخِر وهو يجهل الأول».
***
قال ابن الجوزي: «موسى بن جعفر كان يدعى العبد الصالح، وكان حليماً وكريماً، إذا بلغه عن رجل ما يؤذيه بعث إليه بمال».
وقال أبو حاتم: «موسى بن جعفر ثقة، صدوق، إمام من أئمة المسلمين.»
قال الذهبي: «كان موسى من أجواد الحكماء، ومن العبّاد الأتقياء، وله مشهد معروف ببغداد».
قال الطبرسي: «قد اشتهر بين الناس أن أبا الحسن موسى كان أجلّ ولد الصادق شأناً، وأعلاهم في الدين مكاناً، وأفصحهم لساناً وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم.»
وقال الشبلنجي الشافعي: «قال بعض أهل العلم: الكاظم هو الإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجة، الحبر، الساهر ليله قائماً، القاطع نهاره صائماً، المُسمَّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً. وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله، وذلك لنجح قضاء حوائج المتوسلين به، ومناقبه (رضي الله عنه) كثيرة شهيرة.»
***
قد اخترت في هذا الكراس ما تيسر جمعه من المصادر المتنوعة حول حياته (ع) كما قمت بتحليل الظرف الفكري والسياسي بشكل موجز على حسب ما أفدته من والدي العلامة الحجة السيد سامي البدري حفظه الله وأطال في عمره مدعما ببعض الشواهد والنصوص.
عناوين الكراس:
- سيرته الذاتية
- الولادة والوفاة
- أزواجه وأولاده
- مدة إمامته (ع)
- الخلفاء المعاصرون له
- ظهور بعض الفرق
- الثورات الشيعيةالمعاصرة للإمام (ع)
- مراحل حياته (ع)
- المرحلة الأولى من سنة 128 إلى سنة148هـ
- الأوضاع بعد سنة 138هـ
- محاولة المنصور القضاء على وصي الإمام الصادق (ع)
- المرحلة الثانية من سنة 148 الى سنة 183
- اعتقال الإمام (ع) وإيداعه السجن
- كيفية شهادته
- مرقده وثواب زيارته
- كلام الخطيب البغدادي
- أصحابه والرواة عنه
- حلمه (ع)
- وفور علمه (ع)
- عبادته وتقواه (ع)
- جوده وسخاؤه (ع)
- إرشاده وتوجيهه (ع)
- إحسانه (ع) إلى الناس
- من حكمه وأقواله (ع)
- فضل زيارته (ع)