ولادة الامام الحسين (ع)

اصدر مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة – ممثلية قم المشرفة (1442هـ) الكراس الالكتروني رقم 26 تحت عنوان: «ولادة الامام امير المؤمنين (ع)» ومن إعداد: د. السيد حسين البدري.

هنؤّا الزهراء في مولودِها ** قُرةُ العينين ثاني الحسنين
خامسٌ تحت الكساءِ لثقلِهِ ** ثالثٌ في الهديِ ثاني الفرقدين
نال في الفضل صفات المصطفى ** و كذا حاز معالي الأبوين
هنؤا المختار في تكبيرةٍ ** بشّروا فيه مُصّلي القبلتين

إنه الحسين.. وقد احتضتنه من أطرافه سمات الرسالة، وتلألأت في قسماته هالات الإمامة، وسطع جبينه بإشراقة النور النبوي الدافق الخلاب.
وقد أثرت عن النبي (ص) في سبطه الكريم الثاني، خلال تلك السنوات المعدودات، من كلمات الحب والمودة؛ وأحاديث التكريم والتعظيم وهو الذي لا ينطق عن الهوى ولا تمیل به نزعات العاطفة عن قصد السبيل ما لا مجال لاستيعابه في هذا المختصر؛ ولا تتسع لسرده هذه الصفحات.
وإذا كان النبي (ص) قد عبر في تلك النصوص عن منتهى الحب للحسين وغاية التولُّه فيه وإنه الصادق المصدق في كل ما يقول؛ فإن ذلك وحده لم يكن غاية الهدف ونهاية المقصد، بل كان في تلك النصوص كما يدل لفظ بعض منها وكما يشعر سياق بعض آخر وأسلوبه ؛ ما يوحي بأن الغرض المنشود شيء وراء ذلك وفوق ذلك، وإنه باختصار إثارة انتباه المسلمين ولفت نظرهم إلى ما لهذا السبط الأثير من شأن خطير ودور مدخر في تاريخ العقيدة الإلهية والمسيرة الإسلامية في أيامها البالي المقبلة.