أقام مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة دورة ثقافية تحت عنوان: (الحسين (ع) وارث).
شارك في هذه الدورة ثلة طيبة من شباب قضاء الخضر (محافظة المثنى) من طلبة الجامعات والثانويات في القضاء بالتعاون مع سماحة الشيخ جلال التوبي، وقد ترأس الوفد المشارك بالنيابة عنه الشيخ صلاح التوبي.
بدأت الدورة صباح يوم الخميس (2 / رجب الأصب / 1438هـ) ولمدة يومين على قاعة ومكتبة الإمام الهادي (ع) في مؤسسة تراث النجف الحضاري والديني، وقد افتتحت الدورة بآي من الذكر الحكيم، وكلمة ترحيبية بالوفد المشارك وتعريف بالمركز وأهداف المركز ألقاها السيد حيدر العذاري.
ثم بدأ البرنامج وفقا للمنهج المعد سلفا للدورة الثقافية بإلقاء المحاضرات في شرح زيارة وارث ألقاها بعض الفضلاء من الكادر التدريسي في المركز والمحاضرات الأخلاقية والإرشادية ألقاها اثنان من أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف.
وفيما يتعلق بشرح زيارة وارث المروية عن الإمام الصادق (ع) وشرح وراثة الحسين (ع) والجانب المقصود في الزيارة فقد تم استيفاؤه في خمسة محاضرات موزعة على يومي الدورة الثقافية بالنحو الآتي:
في اليوم الأول اُلقيت محاضرتان الأولى بعنوان: “الحسين (ع) وارث آدم (ع) ونوح (ع)” ألقاها سماحة الشيخ وسام البغدادي، ثم المحاضرة الثانية بعنوان: “الحسين (ع) وارث إبراهيم (ع) وموسى (ع)” ألقاها سماحة السيد حيدر العذاري.
وفي اليوم الثاني اُلقيت المحاضرة الثالثة بعنوان: “الحسين (ع) وارث عيسى (ع) ومحمد (ص)” ألقاها سماحة الشيخ ميثم الصريفي، ثم المحاضرة الرابعة بعنوان: “الحسين (ع) وارث علي (ع) وفاطمة (ع) والحسن (ع)” ألقاها سماحة الشيخ علي الكَيّم، ثم المحاضرة الخامسة والأخيرة: ألقاها جناب الشيخ وسام البغدادي أيضا.
وقد أوضح المحاضرون الأفاضل في هذه المحاضرات الخصائص التي اختص الله تعالى بها حركة كل واحد من الذوات الطاهرة الذين ذكرتهم زيارة وارث وكيف أن الله تعالى قد خصّ سيد الشهداء (ع) وحده بجميع تلك الخصائص التي اختصً الله تعالى من خلالها حركة كل واحد منهم، فالإمام الحسين (ع) ورث من الذوات التسع الطاهرة تلك الخصائص منهم، إلى جنب وراثته للإمامة الإلهية والتراث النبوي المكتوب والذي يشترك بها الحسين (ع) مع غيره من الأئمة (ع).
ومن الجدير بالذكر بأن هذا البحث هو من تحقيقات واكتشافات العلامة المحقق السيد سامي البدري (دام عزه) المشرف العام للمركز، وقد تم نشره في مجلة فجر عاشوراء الثقافي العدد (4 و 5) مع لوحات توضيحية.
ثم استضاف المركز في اليوم الأول لإلقاء المحاضرة الإرشادية سماحة حجة الإسلام الشيخ كريم مسير (مدير مركز تراث سامراء التابع للعتبة العسكرية المقدسة)، وأشار سماحته فيها إلى أهمية المرحلة التي يمر بها طالب الجامعة والثانوية وأنها المرحلة التي يجب على الشباب استثمارها لأنها تمثل مرحلة مهمة من مراحل بناء الشخصية، كما أكد سماحته على ضرورة تخصيص وقت للمطالعة اليومية من قبل الشباب في هذه المرحلة لأنها تسهم مساهمة مهمة في البناء واستغلال الوسائل المتطورة التي تسهل ذلك والتي هي في متناول الأيدي.
ثم عرج سماحته بالحديث على بعض فضائل الإمام الهادي (ع) بمناسبة ذكرى ولادته في (2 / رجب الأصب) وذكرى شهادته في (3 / رجب الأصب)، ثم تحدث عن قدسية مدينة سامراء (ع) وأهميتها والآداب التي ينبغي على المسلم التحلي بها خلال زيارته لمرقد العسكريين (ع) فإن العتبة العسكرية المقدسة إنما في الحقيقة هي دار الإمامين الهادي (ع) والعسكري (ع) ثم الإمام الحجة (عجل).
اتجه الوفد المشارك في اليوم الثاني برفقة الكادر الإعلامي والتدريسي في المركز إلى الحسينية الأعسيمية في النجف الأشرف للاستماع إلى المحاضرة الأخلاقية لسماحة حجة الإسلام السيد أحمد الأشكوري (المسؤول على المشروع التبليغي للحوزة العلمية في الزيارات).
في بداية حديثه عزّى سماحة السيد الأشكوري الحاضرين بذكرى استشهاد الإمام الهادي (ع) ثم رحّب بهم، واستهل الحديث برواية عن الإمام الباقر (ع): (وإيّاك والتسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلكى، وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب، وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون)، ثم أشار سماحته إلى أن حال الإنسان في الأمراض النفسية – على حد تعبيره – هو كحاله في الأمراض الجسدية إذ لابد من التوجه إلى الطبيب المختص للوقوع على العلة وعلاجها، وإن الأمراض الجسدية تصاحبها الآلام سواء منذ البداية أو بعد مرور مدة معينة، وهذه الآلام إنما هي بمثابة جرس الإنذار عن تطور الحالة، إلا أن الأمراض النفسية لا تصاحبها الآلام غالبا والمعالج المختص لها هم الأئمة (ع) والعلماء.
وأوضح سماحته ان الحديث الشريف للإمام الباقر (ع) قد ذكر ثلاثة من الأمراض التي تصيب الإنسان وهي: التسويف بمعنى التأجيل، والغفلة، ثم التواني بمعنى التهاون، مع الإشارة إلى آثارها في الدنيا التي تترتب عليها الآثار الآخرة، وأورد الامثال لتقريب الفكرة إلى أذهان الشباب.
رابط المحاضرة:
وأما مسك ختام الدورة الثقافية فكان بتوزيع شهادات تقديرية للشباب المشاركين في الدورة الثقافية من قبلسماحة الشيخ وسام البغدادي المنسق لهذه الدروة، وقد انعكس الشعور الطيب والارتياح الواسع للشباب المشاركين عبر كلماتهم الشفوية والكتبية ومطالبتهم بالاستمرار بعقد هكذا دورات نافعة وناجحة ومن الله تعالى التوفيق.
مركز فجر عاشوراء الثقافي
النجف الاشرف
بعض صور الدورة: