أقام مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة للسنة الرابعة على التوالي مراسيم إحياء لليلة عاشوراء وذلك في التاسع من المحرم الحرام 1439هـ الموافق 30 / 9 / 2017م في المخيم الحسيني المشرف في كربلاء المقدسة (الإحياء المركزي)، وبحضور أكثر من 450 طالبًا وأكثر من 75 تدريسيًا وتدريسيةً من مختلف الجامعات والمعاهد والمدارس العراقية، إضافة إلى المئات من الزوار والمؤمنين الذين شاركوا في هذه المراسيم العاشورائية المباركة.
ابتدأت مراسيم إحياء ليلة العاشر في تمام الساعة 12:20 بعد منتصف الليل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم (سورة القدر وآيات من سورة الفجر) تلاها على الحاضرين الأستاذ الحافظ صفاء مهدي صالح الحمداني.
ثم ارتقى المنبر محاضرا وكيل المرجعية الدينية العليا والمشرف على المركز سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري دام عزه في طرح نوعي جديد بعنوان (خطة الأمويين في إماتة الدين وخطة الحسين (ع) في إحيائه) حيث أوضح سماحته مراحل خطة معاوية في إماتة الدين والإحاطة بإمامة أهل البيت (ع) وفي قبالها مراحل خطة الإمام الحسين (ع) لمواجهة تخطيط معاوية واحياء الدين وانبعاث إمامة أهل البيت (ع) من جديد، وكما جرت عادة العلامة البدري في أحاديثه التأكيد على أهمية دور المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله الوارف والحث على التمسك بتوجيهاتها والالتزام بإرشاداتها.
وانتهت محاضرة سماحته بقراءة العزاء ومصيبة ليلة العاشر وذكر مصيبة سيد الشهداء (ع) في يوم العاشر ونداء يا حسين وندبة الإمام الحجة عجل الله فرجه بفقرات من دعاء الندبة للخطيب السيد جعفر البدري.
وتبع ذلك مجلس اللطم للرادود باقر منصور الكربلائي بقراءة قصيدة “يحسين بضمايرنا” وانتهى مجلس اللطم بنداء يا حسين ونعي ندبة الإمام الحجة عجل الله فرجه ونداء أين الطالب بدم المقتول بكربلاء للخطيب السيد جعفر البدري مع اختتام المجلس بالدعاء لتعجيل الفرج والحفظ للمرجع الأعلى السيد السيستاني ونصرة المجاهدين في ساحات القتال وشفاء الجرحى والترحم على الشهداء وشفاء المرضى وقضاء الحوائج.
وتم توزيع بركة الإمام الحسين (ع) على الحاضرين، وتم تقسيم الحاضرين إلى مجموعات لقراءة ختمات قرآنية يهدى ثوابها للإمام الحسين (ع) ثم يؤدي كل فرد صلاة الليل والاستغفار.
ثم تحلق جمع من الشباب المؤمن الذي شارك في هذه المراسيم حول سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري دام عزه ليُجيب عن أسئلتهم حول الإمام الحسين (ع) ونهضته المباركة.
وقد أعرب الحاضرون من الطلبة والأساتذة والزوار رجالا ونساءً عن تفاعلهم مع هذه المراسيم والأثر الإيجابي الذي تخلفه في النفوس داعين إلى الاستمرار بإقامتها في المخيم الحسيني المشرف، مطالبين بفسح مجال أوسع في المخيم الحسيني للمؤمنين والمؤمنات للمشاركة في هذه المراسيم لما لها من الأثر الإيجابي في نفوس المؤمنين والمؤمنات خصوصا شريحة الشباب في هذا المكان الشريف.
وفي الختام تتقدّم إدارة المركز بالشكر والتقدير للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ومكتب السيد الأمين العام الموقر ولإدارة المخيم الحسيني الشريف وكادر المخيم المتمثل بمسؤوله الحاج فاضل أبو دكة وخلية النحل التي عملت ليل نهار لإقامة هذه المراسيم على افضل وجه وتغطيتها ألا وهم كادر مركز فجر عاشوراء الثقافي والشباب المتطوعون للعمل معهم من مختلف المحافظات إذ بذلوا جهودا مميزة ومضنية في تنظيم وتهيئة المكان والأجواء المناسبة لمراسيم الإحياء.
من انطباعات المشاركين في المراسيم:
الأستاذ حاتم حسين رميض الشهيلي – مسؤول التحليل والسيطرة النوعية – مركز ابحاث ابن البيطار – بغداد:
هنا في هذا المكان مثل هذا اليوم وهذا الوقت.. كانت مجريات احداث الطف .. لقد امتزجنا مع الاحداث .. استذكرنا مجريات تلك الليلة الرهيبة.. خوف الأطفال.. حيرة النساء.. ورجال تود ان تقتل وتحرق وتذرى ويفعل ذلك بها 1000 مرة ولا يفارقون الشهادة مع الامام المعصوم .. وجبل شامخ حامل اللواء .. والحسين يشرف على مشهد (شاء الله ان يراني قتيلا ويراهن سبايا)..
في هذه المشاعر والتلاصق وكأننا نتنقل بين خيم معسكر سيد الشهداء (ع) سنة 61هـ … طل علينا سماحة آية الله السيد سامي البدري دامت افاضاته.. ليتحفنا بسيل من عصف رياح علمه الذي اكتسبه خلال عمره الشريف نيف وسبعون عاما.. فأوجز وأبدع وعرض بحوثه بطريقة علمية حديثة جمة بغزارة المعلومات.. والحديث طويل بحق هذا العالم رعديد.. ثم فقرة اخرى من مراسيم احياء ليلة عاشوراء عزف نشيد شيعة اهل البيت (ع) .. (ياحسين بضمايرنا) ذابت بها جموع المؤمنين والمؤمنات الحاضرون وصرخت الحناجر بتجديد العهد حتى قليل قبل الفجر.
م.د. حسن جابر العطا / جامعة بغداد:
إن إحياء أمر أهل البيت وبالخصوص الإمام الحسين (ع) وابراز المودة والولاء لهم وذكر مصائبهم واحياء دعوتهم للإصلاح والتغيير وتصحيح المسارات وتعظيم شعائر الله وبالخصوص الشعائر الحسينية لهو من أهم الأعمال لمحبي أهل البيت (ع).. والتأكيد على ما أستشهد عليه الحسين (ع) من إعلاء كلمة الله.. وإقامة الصلاة في أوقاتها.. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. والصدق والإخلاص بالعمل.. ولا بيعة للطغاة والمستكبرين.. فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. والبراءة ممن ظلم محمد وآل محمد..
إن إحياء الشعائر الحسينية وإقامة مراسيم إحياء ليلة العاشر بالعزاء والعبادة في مخيم الإمام الحسين (ع) من قبل الإخوة العاملين في مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة وفق برنامج إصلاحي متكامل مع سماحة العلامة السيد سامي البدري قد بعث فينا الأمل من جديد في بناء شبابنا وفلذات أكبادنا بناءً عقائديا فكريا سليما.. فجزاهم الله كل خير.
الشيخ سرمد الشريفي – مسؤول هيئة شباب المنتظر (عج) – قضاء الصويرة:
بسم رب سيد الشهداء والحمد لله ذي العز والكبرياء وبعد فقد حظيت هيئة شباب المنتظر (عجل الله فرجه) بشرف الحضور تحت منبر سيد الشهداء (ع) في المخيم الحسيني في ليلة العاشر من محرم الحرام وقد استمع الحضور لمحاضرة تحليلية قيمة لسيد التحقيق السيد سامي البدري (دام توفيقه) وقف فيها وقفات تحليلية دقية حول شخصية سيد الشهداء عليه السلام قبل الطف واثناء التخطيط له عبر المؤتمر الذي عقده عليه السلام وحول التغيير الديمغرافي الذي افتعله معاوية في المجتمع الكوفي عبر تهجير قرابة 25 الف عائلة شيعية آنذاك وإبدالها بعوائل شامية تدين بدين معاوية والممارسات القمعية الاموية التي كانت محط نظر واستفادة عند سيد الشهداء عليه السلام كقضية عمرو بن الحمق الخزعي وغيره وإيجاد مرجعيات موازية لمرجعية أهل البيت عليهم السلام كمرجعية أنس بن مالك الذي كان ميالا الى بني أمية كما دعا سماحة السيد البدري الى ضرورة العناية بأيام محرم الحرام وخصوصا العشرة الأولى منه ونقل تجربته في ذلك وأنه قد جعلها وقفا لسيد الشهداء عليه السلام وأثر العناية بها في التوفيق في الدارين كما انه (دام توفيقه) نبه إلى ضرورة الإتفاف حول المرجعية الدينية العليا والإهتمام بقضية سيد الشهداء لأنها منبع الخلاص واشتمل برنامج الإحياء على مجلس نعي وندبة لإمام زماننا (عجل الله فرجه) وتلاه رثاء لسيد الشهداء عليه السلام عبر قصيدة (يحسين بضمايرنة) التي تمثل نمطا ثوريا عقديا هادفا.
مصطفى أياد مراد – بغداد :
شهد المخيم الحسيني الشريف وللعام الرابع على التوالي مراسيم إحياء ليلة العاشر من شهر محرم الحرام التي يقيمها مركز فجر عاشوراء الثقافي التابع للعتبة الحسينية المقدسة بإشراف سماحة العلامة السيد سامي البدري (دام توفيقه) بالعزاء و الرثاء مع العبادة وقراءة القران اقتداءً بالإمام الحسين (ع) و أهل بيته و أصحابه الذين أحيوا تلك الليلة بين مصلٍ وتالٍ للقران الكريم، حيث شملت مراسيم الاحياء التوعوية الثقافية محاضرة للعلامة السيد سامي البدري (دام توفيقه) تضمنت الوعي والإرشاد وذكر مصاب ليلة العاشر ثم تلاها النعي والرثاء مع قراءة القصيدة الخالدة (يا حسين بضمايرنا) ثم علت صرخات و نداءات الحاضرين بفقرات من دعاء الندبة و ندبة الامام الحجة (عجل الله فرجه) بذكرى شهادة جده سيد الشهداء (ع) ومن هذه الفقرات التي نادى بها المعزون المشاركون بمراسيم الاحياء هي (أين جامع الكلمة على التقوى، أين باب الله الذي منه يؤتى، أين معز الأولياء ومذل الأعداء، أين الطالب بذحول الأنبياء و أبناء الأنبياء، أين الطالب بدم المقتول بكربلاء…) و كانت أخر فقرات مراسيم الاحياء هو قيام المؤمنين المشاركين بقراءة عدة ختمات قرانية واهداء ثوابها الى سيد الشهداء (ع) وكل من استشهد معه في كربلاء وقد استمرت مراسيم الاحياء هذا الى قريب الفجر.. نشكر مركز فجر عاشوراء الثقافي على دعوتهم لنا لحضور هذه المراسيم لاحياء ليلة العاشر ونأمل أن يتم فسح مجال أكبر في السنوات القادمة في المخيم الحسيني الشريف لمشاركة المؤمنين والشباب للاستفادة والاستزادة من هذه المراسيم لما لها من أثر كبير في النفس.