Menu
انه مركز يعمل لخدمة الجمهور الحسيني المليوني في مسيرة افرزتها حركة الانبياء وحركة خاتمهم محمد (ص) والائمة الاثني عشر من اهل بيته (ع)، هذه المسيرة قوامها الايمان بالمهدي (ع) وبآبائه الحسن بن علي وعلي بن محمد ومحمد بن علي وعلي بن موسى وموسى بن جعفر وجعفر بن محمد ومحمد بن علي وعلي بن الحسين والحسين بن علي وأخيه الحسن بن علي وابيهما علي بن ابي طالب وصي رسول الله محمد (ص) خاتم الانبياء الذي بشرت به (ص) وباهل بيته (ع) التوراة والانجيل وكتب الانبياء بينهما وكتب الانبياء قبل موسى صحف ابراهيم ونوح (ع).
هذه المسيرة هي مسيرة شيعة اهل البيت (ع) اسسها النبي (ص) بأمر الله تعالى في الحجاز وتولى رعايتها من بعده علي (ع) والائمة من ولده في الكوفة، ثم تولى رعايتها في بغداد في عصر الغيبة الصغرى افاضل ممن حمل علومهم وبتسمية منهم وهم النواب الاربعة الخاصون[1]، ثم تولاها من بعدهم في عصر الغيبة الكبرى افاضل آخرون كالشيخ المفيد زعيم الحوزة العلمية في بغداد ثم تلميذه السيد المرتضى[2] ثم تلميذه الشيخ الطوسي الذي ورث زعامة الحوزة العلمية في بغداد عنه وبعد محنته على يد السلاجقة هاجر إلى النجف سنة 448هـ ونقل حوزته العلمية الى النجف الاشرف وتوفي سنة 460هـ وقبره فيها، ثم ابن ادريس الحلي والمحقق الحلي والعلامة الحلي، ثم الشهيد الاول العاملي والشهيد الثاني العاملي ثم العلامة المجلسي الاصفهاني ثم. . . ثم الوحيد البهبهاني في كربلاء. . ثم الشيخ جعفر كاشف الغطاء الجناجي الذي واجه الهجمة الوهابية الاولى على النجف الى السيد علي السيستاني الذي واجه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش).
ان المخاطبين بمركز فجر عاشوراء هم ذلك القطاع الذي يشكل جزءا مهما من الجمهور الحسيني المليوني الذي خرجته المدرسة الحديثة خلال ثمانين سنة منذ عهدها ايام استقرار الاحتلال الانكليزي بسقوط بغداد علي يده سنة 1917م وتأسيس اول ثانوية (متوسطة)سنة 1918، وتكليف الاب انستاس الكرملي في تأليف كتاب عن تاريخ العراق ليكون مادة تدريسية ثم فصلت فيما بعد بثلاثة كتب تاريخ العراق القديم وتاريخ العراق بعد الفتح الاسلامي ثم تاريخ العراق في العهد العثماني والى عصرنا الحاضر، وبتكليف غيره في المواد الانسانية، وبذلك فان افق الخدمة في القطاع المدرسي يبدا بعمر 13سنة وينتهي بعمر الثمانين سواء وقفت به ظروفه الخاصة عند المتوسطة ام استمر في دراسته فاكمل دراسته العليا سواء أ في هذا التخصص ام ذاك سواء بقي يعمل في حقل التعليم او تقاعد فان الاجيال الاربعة هذه تشترك في المادة التاريخية وبقية المواد الانسانية التي درسوها وشكلت الخلفية الفكرية لمعظم افراد هذا القطاع، هذه الخلفية التي تتصف على اقل ما توصف به انها وحدة غير متجانسة من المعلومات مع تغييب لمعلومات اخرى ضرورية جدا للنشء العراقي غيب بعضها بشكل غير مقصود وغيب البعض الاخر بسبب مقصود لتحقيق اهداف مطلوبة من قبل المعنيين بالمدرسة الحديثة بوصفها جزءا من هيكل الدولة.
وبعبارة أكثر تفصيلا اننا لو اخذنا كتب التاريخ على سبيل المثال لمراحل المدرسة المتوسطة خلال ثمانين سنة خلت لوجدنا:
ان منهج تاريخ الاول متوسط يستهدف تخريج مثقفين لا يعرفون صلة العراق القديم بخدمات الانبياء للإنسانية بشكل عام وللإنسان العراقي القديم بشكل خاص، بل يحملون فكرة ان الفكر الديني في نشاته الاولى هو تصورات بشرية تعكس جهله بقوانين الطبيعة، وحين اكتشف اسرارها تخلى عن الدين.
اما منهج التاريخ للصف الثاني المتوسط اي تاريخ العراق منذ الفتح الاسلامي فانه يستهدف تخريج مثقفين يجهلون صلة العراق الاسلامي بتاريخ اهل البيت (ع) وخدماتهم للعراقيين بدءا من علي والحسن (ع) صاحبي اروع تجربة حكومة مدنية في تاريخ العراق بعد النبي ادريس وابراهيم، والحسين (ع) صاحب الفضل الكبير ليس على العراقيين بتحريرهم من استعباد اهل الشام لهم بل الامة المسلمة جمعاء حين انقذ الاسلام من تحريف بني امية اذ حرفوه الى دين يدعو الى السكوت على الظلم مهما كان شكله، ثم جعلوه يدعو اليهم بوصفهم يقودون الناس الى الجنة فمن والاهم دخل الجنة ومن عاداهم دخل النار وهكذا يجهلون خدمات الامام الصادق (ع) الذي حوّل مسجد الكوفة الى جامعة للعلوم بعد عهد علي (ع)، وكذلك يجهل هؤلاء المثقفون خدمات الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي (رح) العلمية على ساحة بغداد في القرن الرابع الهجري والخامس الهجري وغيرها.
اما منهج التاريخ للصف الثالث متوسط اي التاريخ الحديث فيستهدف تخريج مثقفين يجهلون خدمات المرجعية الدينية الشيعية في النجف للعراق العلمية والاجتماعية والسياسية.
ان الثقافة الدينية التي يتبنى المركز نشرها والتثقيف عليها هي الثقافة الدينية التي حملتها المرجعية الدينية خلال مسيرتها الطويلة، وهي علوم اهل البيت (ع) وهي تراث النبوة الخاتمة؛ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة برواية علي (ع) و الائمة المعصومين من اهل بيته (ع).
• الاهتمام الثقافي بالجمهور الحسيني في ايام المحرم والاربعين بإصدار نشرة تحمل اسم «فجر عاشوراء» لتيسير الثقافة الحسينية تصدر مرتين بالسنة وبمستويين مستوى الناشئة ومستوى طلاب الجامعة.
• التشجيع على احياء ليلة العاشر من المحرم بالعزاء والقرآن والعبادة ضمن منهج معين، يبدا بعد منتصف الليل بالمجلس الحسيني المعتاد ثم قصيدة رثاء (لطم) ثم جلسة قراءة القرآن الكريم ثم صرخة حسينية مهدوية (يا حسين يا مظلوم اين الطالب بدم المقتول بكربلا). ثم فترة استراحة ثم وقت لصلاة الليل والاستغفار وصلاة الفجر جماعة ثم قراءة زيارة عاشوراء وينتهي الاحياء.
• خدمة المشاة ايام الاربعين ثقافيا وترويج توجيهات المرجعية العليا واصدارات العتبة الحسينية المجانية بالتنسيق مع قسم الاعلام.
• اقامة مجالس حسينية للناشئة (طلاب المدارس) من افراد المواكب من اعمار الخامس الابتدائي الى الثانوية ضمن الايام العشرة الاولى وليلة احياء ليلة العاشر.
• العمل ايضا على احياء ليلة الخامس عشر من شعبان وليلة القدر وليلة الفطر وليلة الاضحى ضمن برامج ثقافية حسينية.
• العمل على تربية رواديد وخطباء خاصين بالناشئة من اعمارهم.
الاول: التدريسيون في الاكاديميات (الجامعات والمعاهد).
الثاني: التدريسيون في المدارس (الثانوية والمتوسطة).
الثالث: الخريجون.
الرابع: طلاب الجامعات والمعاهد.
الخامس: طلاب المدارس (من الاول متوسط الى السادس الثانوي).
الفَجْر: ضوء الصباح وهو حُمْرة الشمس في سواد الليل، قال الجوهري: الفَجْر في آخر الليل كالشَّفَقِ في أَوله. والصبح اول النهار.
عاشوراء: هو نهار العاشر من كل شهر ثم غلب على العاشر من شهر المحرم اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع) وبكاه الانبياء قبل قتله، وبكاه الائمة التسعة من ذريته بعد قتله واسسوا ظاهرة الحزن والبكاء عليه بامر جدهم النبي (ص). وتشير روايات الائمة (ع) ان يوم عاشوراء الحسين سوف يكون في آخر الزمان يوم عاشوراء المهدي المنتظر (ع) التاسع من ذرية الحسين (ع)، إذ سيظهره الله تعالى في ذلك اليوم ويقود الجمهور الحسيني المليوني لفك الحصار عن الشيعة وتحرير الناس من الظلمة واقامه دولة العدل الالهي المطلق في الارض كلها.
ان فجر عاشوراء المحرم في مسيرة امة محمد (ص) هو يوم احياء الامامة الهادية التي اعلنها النبي (ص) يوم الغدير لأهل بيته (ع) واولهم علي (ع) ودعا امته الى توليه (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله)، ولكن بني امية حولوا عليا (ع) في اعلامهم الى رمز الضلالة ودعوا الامة الى لعنه والبراءة منه فكان يقول خطباؤهم في الجمعة (اللهم ان ابا تراب قد الحد في دينك…) ثم احيا الله تعالى بنهضة الحسين (ع) وشهادته وظلامته عليا (ع) من جديد رمزا هاديا الى الله عز وجل ورسوله (ص) يهدي بأمره وطوق بني امية باللعنة ابد الدهر.
ان فجر يوم عاشوراء سنة 61 هـ هو انبعاث نور هداية علي (ع) وعلمه وهداه وعدله وحقانيته في قبال دياجير ظلمة بني امية ومن اسس لهم. يوم فتح لولاية الله وولاية رسوله (ص) وأهل البيت (ع) في قبال ولاية الشيطان واتباعه من ائمة الجور والضلال واتباعهم.
ويوم عاشوراء هو في اخر الزمان يوم انتصار مسيرة العلم والهدى والتقوى والعدل وانهاء الجهل والضلال والفجور والظلم على يد ابن الحسين (ع) المهدي الموعود (ع).
روى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: قال: أبو جعفر عليه السّلام: يخرج القائم يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع).
وروى علي بن مهزيار قال: قال أبو جعفر الجواد (ع): كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن والمقام، بين يديه جبرئيل عليه السلام ينادي: البيعة لله، فيملاها عدلا كما ملئت ظلما وجورا. [3]
ان الجمهور الحسيني المليوني بقيادته التاريخية (وهي المرجعية الدينية العليا التي ترعاه) هو الاداة التاريخية المدخورة لنقل البشرية الى غدها المشرق الموعود.
وفي ضوء ذلك نهض مركز فجر عاشوراء ليؤدي خدمة متواضعة الى هذه الاداة التاريخية بغية الاجر والثواب المرصود لها من الله تعالى.
اللهم وفقنا للسير على هدي اهل بيت نبيك، واجعلنا من انصارهم، واحفظ مراجع الدين وبخاصة المرجعية الدينية العليا في النجف المتمثلة بآية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني اللهم اطل عمره وصل عهده بعهد وليك وارنا نصرك الذي وعدت انك سميع مجيد.
المشرف على مركز عاشوراء الثقافي
السيد سامي البدري
___________________
[1] وقبورهم في بغداد.
[2] وقبورهم في بغداد.
[3] التهذيب ج 4 / 333 ، غيبة الطوسي /453، قال ابن شهر اشوب في المناقب 3/231 ومضى الحسين (ع) قتيلا يوم عاشوراء ، وهو يوم السبت العاشر من المحرم قبل الزوال . ويقال يوم الجمعة بعد صلاة الظهر وقيل يوم الاثنين بطف كربلاء بين نينوى والغاضرية من قرى النهرين بالعراق سنة ستين من الهجرة ويقال سنة احدى وستين ، وقال الطبرسي في تاج المواليد /30 قتل الحسين يوم عاشوراء لعشر مضين من المحرم يوم السبت سنة 61هـ وروى أنه كان يوم الاثنين عند الزوال .وفي الوافي 3/761:قال الفيض الكاشاني : قبض الحسين (ع) قتيلا بكربلاء من أرض العراق يوم الاثنين وقيل يوم الجمعة وقيل يوم السبت العاشر من المحرم قبل الزوال سنة إحدى وستين من الهجرة .
