(نصوص الشرائح)
الخلاني
إعداد: الدكتور السيد حسين البدري
- محمد بن عثمان بن سعيد الاسدي العمري الكوفي (ت 305 هـ)، المعروف بالخلّاني، هو السفير الثاني للإمام المهدي عليه السلام، تولّى النيابة مدة تُقارب الأربعين سنة وهي الأطول بين النواب الأربعة، وكان قبلها معاوناً لوالده السفير الأول.
- اضطلع بالنيابة الخاصة بعد وفاة أبيه عثمان بن سعيد بنصٍّ صريح من الإمام العسكري عليه السلام: «اشهدوا على أنّ عثمان بن سعيد العَمري وكيلي، وأنّ ابنه محمّداً وكيل ابني مهديّكم»، وكذا خرج التوقيع من الإمام المهدي عليه السلام، وأدار الخِلاّني مرحلة حساسة من الغيبة الصغرى. الطوسي، الغيبة، ص 356.
- لقّب بـ الخِلّاني، والسَّمّان. وسبب لقب “الخلّاني”: لعمله ببيع الخَّل مُتستّراً عن عيون السُّلطة العباسَّية التي كانت تبحث عن الإمام المهدي (عليه السلام) ونائبه. العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، ص 250-251 .
وكان النّائِب يقوم بمهمة إيصال رسائل ومسائل الشيعة الى الامام (عليه السلام) وجواباتها واستلام الحقوق الشرعية وصرفها حسب توجيهاته (عليه السلام).
- اتّفقت الطائفة على عدالته ووثاقته وجلالته، ونصّت التواقيع الصادرة من الإمام المهدي عليه السلام على أنه: «ثقتي، وكتابه كتابي»، كما ورد عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعني يؤديان» الطوسي، الغيبة، ص 360، وقد ذكر الشيخ الطوسي (ت/ ٤٦٠هــ) أنه خدم (الإمام الهادي عليه السلام) وله إحدى عشرة سنة، وله إليه عهد معروف.
- وردت تواقيع كثيرة تنص على قيامه مقام أبيه، منها تعزية الإمام المهدي عليه السلام له بوفاة والده، وقوله: «رزقه الله ولداً مثلك… يقوم مقامه بأمره» (المجلسي، بحار الأنوار، ج 51، ص 349)، إضافة لتأكيد الإمام العسكري عليه السلام أمام الوفود على وكالته له ولأبنه الإمام المهدي (ع).
- كان له مُصَنَّفات في الفقه سمعها من الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام، ومن خلاله وصلت أدعية مهمة عن الامام المهدي (ع) مثل: دعاء السمات، دعاء الافتتاح، زيارة آل ياسين، إضافة إلى أدعية شهر رمضان ورجب. (الطوسي، الغيبة، ص 363).
- واجه الخِلاّني مدّعي السَّفارة والكاذبين أمثال: الشريعي، النميري، ابن هلال، ابن بلال، والحلّاج، وصدرت تواقيع من الإمام الثاني عشر (ع) بلعنهم. كما ظهرت من الخِلاّني عجائب مثل كشفه الأموال النّاقِصة المخبّأة في عِدل القُطن وغيرها. الطوسي، الغيبة، ص 294-295.
- إنّ توالي سفيرين من أوثق أصحاب الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) -عثمان بن سعيد وابنه محمد- بما عُرفا به من علمٍ وصلاحٍ ووثاقة، وعلى امتدادٍ ناهزَ نصف قرنٍ من حقبة الغيبة الصغرى، قد أدّى دوراً حاسماً في تثبيت نظام الوكالة عند الشيعة الامامية، وتمهَّد الطريق لمرحلة مرجعية الفقهاء في عصر الغيبة الكبرى.
- أُمر الخِلاّني قبل وفاته بحفر قبره، وتوفي في جمادى الأولى 304 أو 305 هـ بعد نحو خمسين سنة في خدمته للائمة (عليهم السلام). وأوصى إلى السفير الثالث الحسين بن روح. ودُفن في بغداد – باب الكوفة، ومرقده اليوم معروف باسم مرقد الخِلّاني.
