(نصوص الشرائح)
آمنة بنت وهب ام النبي (ص)
إعداد: الدكتور السيد حسين البدري
- النسب : تنحدر «آمنة بنت وهب» من بني زهرة من بطون قريش ذات المكانة الرفيعة وأبوها سيد بني زهرة شرفاً وحسباً. وكذا أمها فهي برة بنت عبد العزى من نجيبات نساء قريش ويرجع نسبها إلى قُصي بن كلاب. فآمنة من بنات قريش التي تجمعت فيها صفات الخير ونور الايمان الى جانب فاطمة بنت اسد وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد (ص).
- الطهارة: وكل آباء وأمهات النبي(ص) حتى آدم(ع) اصلاب شامخة وأرحام مطهَّرة؛ قال تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾ الشعراء/219، وقال(ص): «لم يزل الله يَنقُلني من الأصلاب الكريمة والأرحام الطَّاهرة حتى أخرجني من بين أبويّ لم يلتقيا على سفاح قط». (الصالحی الشامی، سبل الهدی والرشاد ج1 ص 237)
- الزواج المبارك: تزوجت آمنة من عبد الله بن عبد المطلب وهي في أوائل العشرينات من عمرها المبارك، وحملت بالنبي (ص) بعد شهر –بحسب رواية اليعقوبي– وهي في سن الثالثة والعشرين. (تاريخ اليعقوبي 2/9–10)
- ولادة النبي (ص) : كان أعظم ما أعطاه تبارك وتعالى لـ (آمنة) هو محمد(ص)، وكان بين زواج آمنة بعبد الله وبين ولادة رسول الله(ص) عشرة أشهر؛ كما في الرواية عن الإمام الصادق(ع)، قالت آمنة أم النبي(ص): «رأيت لما وَضَعته ؛ نوراً بدا منِّي ساطعاً حتى أفزعني، ولم أَرَ شيئاً مما يراه النِّساء». وبعد شهرين من ولادة النبي(ص) (او قبلها) فَقَدت آمنة زوجها عبد الله. (اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج٢ ص9)
- على دين إبراهيم (ع): وكانت آمنة أمُّ النبي(ص) على دين وملَّة إبراهيم(ع) في الايمان بالله والاعتقاد بوحدانيته ونبذ الأصنام والأزلام، ويشهد لذلك جملة من أحاديث النَّبي والأئمة الطّاهرين صلوات الله عليهم أجمعين (انظر: الكافي: ج1 ص446).
- الاختيار الإلهي: ومما يكشف جلالة (آمنة) ام النبي(ع) وما حوته من صفات الخير والصَّلاح وأصالة العنصر؛ الاختيار الإلهي لها من طريق عبد المطلب؛ لتكون اماً لأشرف البريَّة؛ محمد بن عبد الله(ص)، فان عبد المطلب كان على علم بانه جد أحمد(ص) المبشر به في كتب أنبياء الله العظام، قال الصدوق (رح) : «وكان عبد المطلب وأبو طالب من أعَرف العلماء وأعَلمهم بشأن النَّبي (ص)، وكانا يكتمان ذلك عن الجُهّال وأهل الكفر والضَّلال» . (كمال الدين ص171)
- لا تفارقه: وكان رسول الله (ص) منذ ان ولد حتى وفاة امِّه آمنة معها لا يفارقها، فلمّا توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب ورق عليه رقة لم يرقها على وُلدِهِ. (ابن سعد، الطبقات الكبرى: ج1 ص94)، واما ما يقال انه كان عند حلمية السعدية مدة ثلاث سنوات او أكثر فهو لا يصح بالنظر الى كثير من الشواهد القرآنية والحديثية والتاريخية.
- الوفاة: وتوفيت آمنة ودُفنت بالأبواء، ولها ثلاثون سنة وعُمره (ص) ست سنين، وحدث ذلك في طريق الرُّجوع من زيارة قبر زَوجها عبد الله كما كانت تزوره مراراً، وكانت قد اصطحبت معها النبي (ص) وأمّ أيمن. (البلاذري، انساب الاشراف: ج1 ص94). وكان رسول الله (ص) حين ذهب لعمرة الحديبية مَرَّ بالأبواء ؛ أَصَلح قَبرها وَبَكى عندها وَبَكى المسلمون لبُكاءه. (ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1 ص94).
- الحفظ الإلهي: وقد حَفِظ اللهُ تعالى بقُدرَتِه قَبرَ أمّ النَّبي (ص) بالأبواء ، حين مرَّت قُريش المشركة في طريقها الى معركة أُحد فأقترحت هند بنت عتبة – أم معاوية بن ابي سفيان- نبش قبرها الشريف وتقطيع جسدها إربا إربا حقداً على رسول الله (ص). (الفايق للزمخشري ج1 ص177. السيرة الحلبية ج2 ص218)
