كيف كان غُسل ومَدفن الامام امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام؟

  • السؤال: كيف كان غُسل ومَدفن الامام امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام؟
  • الجواب: كانت شهادة أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة متأثراً بضربة الخارجي ابن ملجم -لعنه الله- وله من العمر ثلاث وستون سنة.
  • قال الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد: «وكانت وفاة أمير المؤمنين عليه السلام قبيل الفجر من ليلة الجمعة ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلاً بالسيف، قتلة ابن ملجم المرادي -لعنه الله- في مسجد الكوفة … وتولى غسله وتكفينه ابناه الحسن والحسين عليهما السلام بأمره، وحملاه الى الغري من نجف الكوفة، فدفناه هناك وعفَّيا موضع قبره بوصية كانت منه إليهما في ذلك، لما كان يعلمه عليه السلام من دولة بني أمية من بعده، واعتقادهم في عداوته، وما ينتهون إليه بسوء النيات فيه من قبيح الفعال والمقال بما تمكنوا من ذلك…» [الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد: 1 /9-10] .
  • ووردت أحاديث مأثورة وكثيرة عن أهل البيت عليهم السلام تؤكد على دفن الإمام علي عليه السلام في النجف في الموضع الذي يُزار فيه الآن، ومنها ما ورد عن الإمام محمد الباقر عليه السلام: إن الإمام علياً عليه السلام قال في وصيته: «أنْ أخرجوني إلى الظَّهْر، فإذا تصوَّبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنوني، وهو أول طور سيناء، ففعلوا ذلك» [تهذيب الأحكام: 6/ 34] .
  • ولا يخفى أنَّ الظَّهْر هو أحد أسماء النجف والذي اظهره وعرفه بمكانه الناس بعد زوال الدولة الاموية هو الامام الصادق (ع).
    عن سليمان بن خالد ومحمد بن مسلم – وهما من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام- قالا: «مضينا إلى الحيرة فاستأذنا ودخلنا إلى أبي عبد الله عليه السلام، فجلسنا إليه, وسألناه عن قبر أمير المؤمنين عليه السلام, فقال: ((إذا خرجتم وجزتم الثوية والقائم وصرتم من النجف على غلوة أو غلوتين, رأيتم ذكوات بيضاً بينها قبرٌ خَرّقهُ السيل,ذاك قبر أمير المؤمنين عليه السلام))»
    [فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام: 237].
    والاخبار في ذلك كثيرة جدا.
  • وقد اتفق الشِّيعة تبعا لأئمتهم صلوات الله عليهم على ذلك واما اهل السنة فقد ذهبوا إلى آراء آخرى حول مكان المدفن لا تصمد امام البحث والنقد العلمي. وقدر رد عليهم ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج قبل قرون قائلا : «وقبره بالغري, وما يدعيه أصحاب الحديث – من الاختلاف في قبره, وانه حمل الى المدينة, أو دفن في رحبة الجامع, أو عند باب قصر الإمارة, أو نَدَّ البعير الذي حمل عليه فأخذته الأعراب- باطل كله, لا حقيقة له, وأولاده أعرف بقبره, وأولاد كل الناس أعرف بقبور آبائهم من الأجانب, وهذا القبر الذي زاره بنوه لما قدموا العراق, منهم جعفر بن محمد عليه السلام وغيره من أكابرهم وأعيانهم» . [شرح نهج البلاغة: 1/ 10-11].
  • د. السيد حسين البدري
عدد الزوار: 5

معلومات الاصدار

الناشر: مركز فجر عاشوراء الثقافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *