الكاتب: الشيخ مثيم الصريفي
نشر هذا المقال في مجلة فجر عاشوراء الثقافي العدد 6 و 7
ترجمة المؤلف:
ولد سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري في الكرادة الشرقية ببغداد سنة 1945م، وحصل على شهادة الثانوية في بغداد. ثم درس الطب ست سنوات في جامعة بغداد وتركها وهو في السنة الأخيرة بسبب ملاحقة النظام الصدامي له سنة 1973م. درس مقدمات العلوم الدينية في بغداد ثم واصل دراسته في الحوزة العلمية في مدينة قم 1979م- 1983م.
درس أوليات اللغات الشرقية القديمة على يد اساتذة متخصصين.
يجيد اللغة العربية، اللغة الإنكليزية، اللغة الفارسية ؛ ويستخدم علميا: اللغة العبرية، اللغة الأكدية اللغة السومرية اللغة السريانية اللغة الآرامية.
خرج من العراق سرا إلى الكويت سنة 1973م، ثم إلى مدينة قم سنة 1979م ثم إلى لندن سنة 2000م. ثم قدم إلى بغداد في 29/6/2003م. أي بعد سقوط النظام بثلاثة أشهر.
انتقل من بغداد إلى النجف في شهر اذار سنة 2007م/ ربيع الأول 1428ليتخذ منها مقرا دائميا لممارساته التدريسية ونشاطاته الثقافية.
بداية ظهور الكتاب وطبعاته:
كانت بداية ظهور الكتاب نشرات نشرت على شكل كراسات محدودة الانتشار تستهدف توضيح شبهات الكاتب لمن تأثر بها او طلب التوضيح إزائها، ثم لما زاد عليها الطلب طبعت على شكل كراسات ضمن اربع حلقات، طبعت الأولى والثانية سنة 1417هـ، والثالثة سنة 1419هـ والرابعة سنة 1420هـ، ثم جمعت هذه الحلقات الأربع في كتاب واحد بعد ان أضاف اليها المؤلف مقدمة طويلة، وقد طبع عدة طبعات الثالثة بتاريخ 1421هـ خمسة آلاف نسخة طبعها المجمع العالمي لأهل البيت (ع) وآخرها الطبعة الرابعة صدرت عام 1428هـ. بالقطع (الوزيري)، ويقع في 567 صفحة.
موضوع الكتاب:
أما موضوعه فهو أجوبة وردود على شبهات وتوهمات واشتباهات أثارها (عبد الرسول اللاري) المعروف بـ (أحمد الكاتب) أواخر التسعينات من القرن المنصرم، أجاب عنها العلامة البدري بلغة علمية ومنهجية فائقة وأسلوب رصين ابتعد فيه عن كل ما هو غير علمي، فاظهر زيف وبطلان تلك الشبهات التي طرحها الكاتب.
مباحث الكتاب وفصوله:
جاء في مقدمة الكتاب بحث تمهيدي حول امامة أهل البيت (ع) ونظام الحكم، وبحث حول الطبقات الثلاث من العلماء بشريعة الله في الكتب السابقة، وبحث حول نظرية الحكم في الفكر السني والفكر الشيعي.
وجاء في الحلقة الاولى الرد على الشبهات التي اثارها احمد الكاتب حول العقيدة الاثني عشرية، وعناوينها: متى عرف الشيعة العقيدة الاثني عشرية؟ الوصية لكل إمام من الاثني عشر بعهد خاص من النبي (ص)، الشيخ الصدوق والعقيدة الاثني عشرية، هل مات زرارة ولم يكن قد عرف إمام زمانه؟ كتاب الكافي وروايات عدد الائمة (ع)، وصية الامام الهادي (ع) والبَداء، كتاب سليم بن قيس الهلالي، أسانيد روايات الاثني عشر عند السنة والشيعة، الاستدلال على إمامة أهل البيت (عليهم السلام) بنصوص التوراة.
وفي الحلقة الثانية الرد على الشبهات التي اثارتها نشرة الشورى حول النص على الامام علي (ع)، وعناوينها: الأئمة الاثنا عشر حجج إلهيون وليسوا مجرد حكام، ملاحظات على مقال الدكتور البغدادي في رده على الشهيد الصدر (رح)، احتجاج علي (ع) بحديث الغدير، السقيفة برواية عمر بن الخطاب، الشورى السداسية برواية عمر بن ميمون، علي (ع) بايع الخلفاء مكرهاً، قصة متعة الحج والعبرة منها، أسئلة الدكتور الشرقاوي حول نظرية النص.
وفي الحلقة الثالثة الرد على موارد من كتاب احمد الكاتب، وعناوينها: علي (ع) خليفة النبي (ص)، منهج علي (ع) في قبول البيعة، احقية علي (ع) بالحكم ليست من باب الأفضلية، دلالة حديث الغدير عند السيد المرتضى (رح)، احتجاج علي (ع) بحديث الغدير، الصحابة وحديث الغدير، رواية مكذوبة على علي (ع)، الحسن (ع) لم يتنازل عن حقه، الوصية في رسالة الحسين (ع)، علي بن الحسين (ع) والوصية، حديث: من جاءكم يريد ان يتولى من غير مشورة فاقتلوه، عقيدة الأجيال الأولى من الشيعة بالإمامة، الاشعري واخبار عبد الله بن سبأ، ليس سواءٌ القول بأسطورية ابن سبأ وعدمه، النص والبيعة، موارد اخرى من الكتاب رددنا عليها سابقا، رسائل القراء، اولا: رسالة احمد الكاتب، ثانيا: رسائل أخرى.
وفي الحلقة الرابعة الرد على شبهات احمد الكاتب حول ولادة ووجود الامام المهدي (ع): عقيدة جمهور الشيعة بعد وفاة الإمام الحسن العسكري (ع)، الإمامة بعد الحسن والحسين (ع) لا تكون في أخوين، روايات اهل البيت (ع) في تشخيص هوية الإمام المهدي (ع)، استدلال متكلمي الشيعة في الغيبة الصغرى على وجود الإمام المهدي (ع)، الضرورة التي تفرض الإيمان بأنَّ المهدي الموعود هو ابن الإمام الحسن العسكري (ع)، الجواب على اسئلة أحمد الكاتب حول الإمام المهدي (ع)، الرسائل المتبادلة بين المؤلف وأحمد الكاتب، كتبوا للمؤلف.
الجدير بالذكر ان العلامة البدري اورد الرسائل المتبادلة بينه وبين الكاتب كما وردت ثم علق عليها بما يراه مناسبا، وكذلك أورد جملة من الرسائل التي وردت إليه من القراء والمتابعين وهي تسعة رسائل من بلدان مختلفة.
وقام المؤلف بإيراد فهرس موضوعي في نهاية الكتاب مما يسهل على القارئ معرفة محاور البحوث المطروحة في الكتاب. كما انه اضاف المؤلف في الطبعة الرابعة استدراكين ضروريين الأول الرد على ما كتبه الكاتب في الرد على الحلقة الرابعة، والثاني: حول عبد الله بن الحسن المثنى.
التقريضات:
حظي الكتاب بمدح وثناء كبار العلماء ومن تلك التقاريض:
تقريض سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الحائري بتاريخ 7جمادى الأولى 1420هـ الموافق لـ 19/8/1999، قال: «وجدته وافيا بالغرض كافيا في دفع الشبهات التي نقلها حول الإمامة بالمعنى الخاص لدى الشيعة الاثني عشرية فجزى الله مؤلفه البدري عن التشيع وعن الإمامة خير الجزاء».
تقريض سماحة آية الله العلامةالسيد مرتضى العسكري (رح) بتاريخ 12/5/1998، قال: «طالعت بإمعان الاعداد الثلاثة التي صدرت من نشرتك شبهات وردود ووجدتك فيها باحثا موضوعيا لا تترك لمناظرك حجة دون ان تبين زيفها اسأل الله ان يوفقك للاستمرار في أمثال هذه البحوث النافعة وارجو من إخواننا المؤمنين ان يساعدوك في نشرها بأكبر عدد ممكن».
تقريض آية الله الشيخ مجتبى العراقي بتاريخ 10/ج11/1420هـ الموافق لـ 22/8/1999م، قال: «وصلني كتابكم القيم شبهات وردود وطالعت شطرا كثيرا منه، فوجدته في أسمى المعاني في الذب عن حريم الولاية الإلهية والوصاية القطعية النبوية وأبهجني سبك مناظراته وردوده وكثرة تتبعاته واستشهاداته لتفنيد شبهات الكاتب، ولا غرو في ذلك فان المؤلف حفظه الله من ثمرة الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء…»
تقريض آية الله الشيخ محمد هادي معرفة (رح) بتاريخ 1رجب1422هـ الموافق لـ 19/9/2001، قال: «قد وفق الله فضيلة الباحث المجاهد السيد سامي البدري ان يحظى بهذه المنحة الإلهية وليكون مقداما شهما للدفاع عن حريم الدين الإسلامي الحنيف، وكانت نشراته القيمة (شبهات وردود) مثالا حيا لهذا النضال المبارك، ولقد كانت وافية وشافية تقلع الشبهة من الجذور وتوفي البحث حقه في التعمق والتحقيق الانيق فبارك الله له في صفقته هذه الرابحة وادام له التوفيق».
منهج العلامة البدري في الرد على الشبهات:
إن منهج العلامة البدري في الإجابة عن تلك الشبهات هو الاتيان بنص تلك الشبهات من نفس الكتاب والتي تعطي تصورا تاما عما يتبناه في طرحه لتلك الشبهة فيجيب عليها بالأدلة الدامغة والبراهين الساطعة وفقا للمنهج العلمي الرصين.
ثم في خاتمة جوابه يعطي ملخصا عن الشبهة وعن جوابها وبذلك يوفر للقارئ احاطة تامة للفكرتين.
نموذج لشبهة أثارها الكاتب وجواب العلامة البدري عليها:
قال الكاتب: «ولكن عامة الشيعة في ذلك الزمان كانوا يشكّون في وضع واختلاق كتاب سليم، وذلك لروايته عن طريق (محمد بن علي الصيرفي أبو سمينة) الكذاب المشهور، و(احمد بن هلال العبرتائي) الغالي الملعون وقد قال ابن الغضائري: (كان أصحابنا يقولون: أن سليما لا يعرف ولا ذكر له.. والكتاب موضوع لا مرية فيه وعلى ذلك علامات تدل على ما ذكرنا..) (الحلي: الخلاصة 83).
وقد كانت المشكلة الكبرى التي تواجه الكتاب هو انه خبر واحد ولم يكن معروفاً في عصور الائمة الاحد عشر من الشيعة مما يؤكد وضع الكتاب في عصر الغيبة الصغرى من قبل أصحاب نظرية الاثني عشرية وخاصة احمد بن هلال ومحمد بن علي الصيرفي (أبو سمية) الكذاب المشهور واختلاقه أساساً أو إضافة روايات (الاثني عشرية) إليه خاصة وانه لم تكن هناك نسخ ثابتة ومعروفة منه… ولم يصل الكتاب إلى الاجيال المتعاقبة بصورة موثقة ومروية».
رد السيد البدري على هذه الشبهة:
وفي كلامه عدة مواضع للتعليق:
قوله: (إن كتاب سليم أو إضافة روايات الاثنا عشرية لم يكن معروفا في عصر الائمة الاحد عشر عند أحد من الشيعة مما يؤكد وضعه في عصر الغيبة من قبل العبرتائي والصيرفي).
دعوى منه كاذبة..
فان رواية الكليني والطوسي والصدوق لاحاديث سليم في الاثني عشر إماما وكون التسعة المتأخرين منهم من ذرية الحسين (ع) لا تنحصر بالعبرتائي والصيرفي.
فالكليني روى حديث سليم بثلاثة طرق:
الطريق الأول: عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم وهذا الطريق صحيح إلى أبان لا غبار عليه.
الطريق الثاني: فهو عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر عن أبان وهو طريق صحيح إلى أبان أيضاً.
الطريق الثالث: فهو عن علي بن محمد عن احمد بن هلال العبرتائي عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان وهو طريق ضعيف بأحمد بن هلال العبرتائي.
والطوسي رواه في كتابه الغيبة عن رجاله عن محمد بن يعقوب الكليني بالسند الآنف الذكر.
أما الصدوق (رحمه الله): فقد رواه عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن أبان عن سليم.
ورواه أيضا عن ابيه عن سعد عن يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن مسكان عن أبان عن سليم.
ورواه أيضا عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان.
وهي أيضا أسانيد صحيحة إلى أبان.
والخلاصة:
يتبين ان كتاب سليم أو أحاديث الاثني عشر بروايته قد كانت متداولة عند الشيعة في النصف الثاني من القرن الثاني والربع الأول من القرن الثالث.
وذلك لان محمد بن أبي عمير قد توفي سنة 217 وقد عاصر الامام الكاظم والرضا (عليهما السلام) وهو من فقهاء أصحابهما.
أما حماد بن عيسى فقد توفي سنة (209هـ).
أما عمر بن أذينة وهو من أصحاب الكاظم أدرك أبا عبد الله الصادق (ع) وروى عنه وكان قد هرب من المهدي العباسي ومات باليمن في حدود سنة (168هـ).
One Response
العلامه السید سامی البدری عالم بارع عدیم النظیر فی شمولیته و جامعیته للشتات من الحقول العلمیه و الادبیه حفظه الله و ایده بنصره!