هو الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام)، رابع أئمة أهل البيت ، وسبط الحسين الشهيد، وابن الزهراء البتول، وحفيد أمير المؤمنين، ومنتهى النسب إلى سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وآله). عُرف بكثرة السجود والعبادة حتى لُقِّب بالسجاد وذو الثفنات، عاش بعد أبيه أربعًا وثلاثين سنة إمامًا هاديًا، يفيض علمًا وزهدًا وكرمًا. كان مثال الحلم والصفح، يعول الفقراء سرًّا، ويحمل لهم قوتهم بيده، وجمع في أدعيته الروحانية (الصحيفة السجادية) التي خلدت معارفه. ترك وصايا خالدة تحذِّر من صحبة الكذّاب والفاسق والبخيل والأحمق وقاطع الرحم، فبقي قدوة للأبرار ونورًا للعابدين.
نصوص الشرائح
1.نسبه (عليه السلام)
أبوه: سيد شباب اهل الجنة الحسين الشهيد. جَدُّه: سيد الوصيين وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب. جَدَّته: سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء. جَدُّه الأكبر: محمد بن عبد الله سید خلق الله وخاتم الرُّسل والنَّبيين.
صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجميعن
2. أَلقابُه
السَّجّاد: «ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولاقرأ آية من كتاب الله عز وجل وفيها سجود إلا سجد ولادفع الله تعالى عنه سوء الا سجد… وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السَّجاد لذلك». ذو الثفنات: «كان في موضع سجوده آثار ناتية وكان يقطعها السنة مرتين كل مرة خمس ثفنات». زين العابدين: عن النبي (صلى الله عليه وآله) «يولد له (أي للحسين (عليه السلام)) مولود اسمه علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم زين العابدين».
ولد بالمدينة لأيام مضت من شعبان سنة 38 هجرية في عهد جَدِّه الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام). وأدرك من عهد عمِّه الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) 12 سنة. وترعرع في حضن أبيه الامام الحسين (عليه السلام) وعاش معه 23 سنة. وعاش 57 سنة وكانت مدة إمامته 34 سنة. ومضى إلى ربه 25 محرم الحرام سنة 90هـ.
3. ولادتُه ومُدَّة إمامتِهِ (عليه السلام)
ولد بالمدينة لأيام مضت من شعبان سنة 38 هجرية في عهد جَدِّه الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام). وأدرك من عهد عمِّه الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) 12 سنة. وترعرع في حضن أبيه الامام الحسين (عليه السلام) وعاش معه 23 سنة. وعاش 57 سنة وكانت مدة إمامته 34 سنة. ومضى إلى ربه 25 محرم الحرام سنة 90هـ.
4. مَناقِبُه (عليه السلام)
قال الشيخ المفيد: كان علي بن الحسين أفضل خَلقِ اللهِ بعد أبيه عِلماً وعَملا. قد روى عنه فُقهاء العامَّة من العُلوم ما لا يُحصى كثرة، وحُفِظ عنه من المواعِظ والأدعية وفَضائل القرآن والحلال والحرام والمغازي والأيام ما هو مشهور بين العلماء. وقال الذهبي: كان أهلاً للإمامة العُظمى لشرفه وسُؤدده وعلمه وتألُّهِهِ وكمال عَقله.
5. حِلمُه وسَخاؤُه (عليه السلام)
أن رجلاً لئيما سبه فأشاح (عليه السلام) بوجه عنه، فقال له اللئيم إياك أعني. فأسرع الإمام (عليه السلام) وقال له: وعنك أُغضي. وأن رجلاً افترى عليه وبالغ سَبَّه، فقال له (عليه السلام): إن كنا كما قلت فنستغفر الله، وإن لم نكن كما قلت فغفر الله لك. وكان (عليه السلام) يُطعم الناس إطعاماً عاماً كُلَّ يَوم وذلك في وقت الظهر في داره.
وكان (عليه السلام) يعول مائة بيت في السِّر.
6. مُواساتُه للفُقراء (عليه السلام)
كان (عليه السلام) إذا أعطى سائلاً قَبَّله حتى لا يُرى عليه أثر الذُّل والحاجة. وكان (عليه السلام) يُعجبه أن يَحَضر على مائِدَةِ طعامه اليتامى والأضْراء والزُّمنى والمساكين الذين لا حِيلة لهم، وكان (عليه السلام) يناولهم بيده، وكان (عليه السلام) يحمل لهم الطَّعام والحَطب على ظهره حتى ياتي بابا من أبوابهم ناولهم إياه. وكان (عليه السلام) يقول: «ما من رجل تصدَّق على مسكينٍ مستضعفٍ فدعا له المسكين في تلك الساعة إلا استُجيب له».
7. قَبَس مِن وَصاياه (عليه السلام)
عن الصادق عن أبيه (عليهما السلام) يوصيه: «يــا بُنــي انظر خمسة فلا تُصاحِبهم ولا تُحادِثهم ولا تُرافِقهم طريق، فقلت: يا أبه من هم؟ قال:
إياك ومُصاحبة الكذّاب فإنه بمنزلة السَّراب يُقرِّب لك البعيد ويباعد لك القريب. وإياك ومُصاحبة الفاسق فإنه بائِعك بأكلة أو أقلَّ من ذلك. وإياك ومُصاحبة البَخيل فانه يَخذُلك في ماله أحوج ما تكون إليه. وإياك ومُصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيَضُرك. وإياك ومُصاحبة القاطع لِرَحمه فإني وَجدتُه ملعونا في كتاب الله عز وجل».
8. مِن دُعائِه (عليه السلام)
وكان (عليه السلام) يكثر من الدعاء والإبتهال الى الله تعالى في سجوده وعبادته. وجَمع أدعيته ولده الإمام محمد الباقر (ع) في كتاب يسمى (الصَّحيفة السَّجادية). من دعائه في تمجيد الله تعالى: أَلْحَمْدُ للهِ الاوَّلِ بِلا أَوَّل كَانَ قَبْلَهُ، وَ الاخِر بِلاَ آخِر يَكُونُ بَعْدَهُ. الَّذِي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصَارُ النَّاظِرِينَ، وَ عَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوهامُ اَلْوَاصِفِينَ. ابْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ اَبتِدَاعَاً، وَ اخْتَرَعَهُمْ عَلَى مَشِيَّتِهِ اخترَاعاً، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَرِيقَ إرَادَتِهِ، وَبَعَثَهُمْ فِي سَبِيلِ مَحَبَّتِهِ










