وصية الإمام امير المؤمين علي بن ابي طالب (ع) 0
وصية الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع)
hussain_badri_2019

الوصية أدبٌ إسلاميٌّ وإنسانيٌّ رفيع، فقد جرت سنةُ الأنبياء والحجج الإلهيين (عليهم السلام) على ترك وصايا خالدة. ولم يكن الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) ليترك الدنيا دون وصية خالدة.
املاها (صلوات الله عليه) على ابنه الحسن وبمشهد من الحسين (عليهما السلام) وبني هاشم واخيار أصحابه.
و قد تم توثيق الوصية في عدة مصادر تاريخية معترف بها مثل الكافي ومن لا يحضره الفقيه، كما وردت في مصادر متنوعة لدى الفريقين. وهذا التوثيق يعكس أهمية الوصية.
والمواضيع الأساسية في الوصية هي: الوصية بالإمامة الإلهية لابنه الحسن ثم للحسين ثم من بعده لابنائه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، ثم الدعوة للإيمان الخالص بالله ورسالة محمد (صلى الله عليه وآله)، وأخيرًا تأكيد القيم الإنسانية مثل التعاون، صلة الرحم، ورعاية اليتامى والفقراء، مع التحذير من التفرق والانقسام.
وهكذا جمعت وصيته (عليه السلام) بين العقيدة والقيم الخالدة، لتبقى منهاجًا خالدًا في الإيمان والعمل.

انقر لتكبير الصورة

نصوص الشرائح:

وصية الأمام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.

1. الوصيَّة من آداب الإسلام المهمة، ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ قال النبي (صلى الله عليه وآله) : «من لم يحسن وصيَّته عند الموت، كان نقصاً في مروَّءته وعقله». قد تكون الوصيَّة في أمور شخصيَّة، أو تكون خلاصة تجارِب الإنسان وأثمن ما توصَّل إليه من قواعد الحياة، فينقلها إلى من يحرص على توجيههم ورعايتهم.
2. وصيَّة الإمامِ أميرِ المؤمنين عليِّ بن ابي طالب(عليه السلام) أملاها على ابنه الحَسَن وأشهد عليها الحسين (عليهما السلام) ومحمداً وبمحضرِ سائرِ أهلِ بيتِه ورؤساءِ شيعتِه عندما حَضرتْه الوفاة، وقد نقل هذه الوصيةَ مصادر الفريقين: أقدمها كتاب سُليم بن قيس الهلالي (ت85ه) ، والكافي للكليني ، ومن لا يحضره الفقيه للصَّدوق ، وتاريخ الطبري ، ومقاتل الطالبيين لابي الفرج الاصفهاني ، والمناقب للخوارزمي. وصرَّح العلامة المجلسي بصحة سند رواية الكافي.
3. قال سُليم بن قيس: «شَهِدتُ وَصِيَّةَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ حِينَ أَوصَى إِلَى ابنِهِ الحَسَنِ عَلَيهِ السَّلَامُ».
والوصية تشتمل على ثلاثة أمور:
أ. الامامة.
ب. ما يَدين به إلى الله.
ج. أهم تعاليم الاسلام التي تبني الحياة ويفلح المؤمن معها.
4. الوصية بالإمامة: «ثُمَّ دَفَعَ عَلَيهِ السَّلَامُ الكُتُبَ وَالسِّلَاحَ إِلى الحَسَن ابنه، ثُمَّ قَالَ: يَا بُنَيَّ، أَمَرَنِي رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) أَن أُوصِيَ إِلَيكَ وَأَدفَعَ كُـتُبِي وَسِلَاحِي إِلَيكَ، كَمَا أَوصَى إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ وَدَفَعَ كُتُبَهُ وَسِلَاحَهُ إِلَيَّ، وَأَمَرَنِي أَن آمُرَكَ إِذَا حَضَرَكَ الـمَوتُ أَن تَدفَعَهَا إِلَى أَخِيكَ الحُسَينِ» ثم ذكر ان بعد الحسين إلى ابنه علي ثم إلى محمد بن علي الباقر (عليهم السلام).
5. الوصية بالإسلام: هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَلِيٌّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَوْصَى أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ. ثُمَّ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
6. وصاياه بِتعاليم الاسلام التي تَبني الحياة ويُفلح المؤمن معها:
أ: لبناء الفَرد – التَّقوى، العمل بالقرآن، أداءُ الصلاةِ والزكاةِ والحجِّ والصيامِ وطاعةُ الائمةِ الطاهرين.
ب: لبناء الـمُجتمع – عدمُ التَّفرق، وصِلة الرَّحم، ورعاية اليتامى والفقراء والمساكين والجيران والنِّساء ، والأمر بالتَّواصل والتَّباذل والتَّبار، والنَّهي عن التَّقاطع والتَّدابر والتَّفرق، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
7. قال (عليه السلام): «ثُمَّ إِنِّي أُوصِيكَ يَا حَسَنُ وَجَمِيعَ أَهْلِ بَيْتِي وَوَلَدِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ رَبِّكُمْ، وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: (صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَإِنَّ الْمُبِيرَةَ، الْحَالِقَةَ لِلدِّينِ فَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ). وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
8. انْظُرُوا ذَوِي أَرْحَامِكُمْ فَصِلُوهُمْ يُهَوِّنِ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحِسَابَ.
اللَّهَ اللَّهَ فِي الْيَتَامَى، فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَلَا يُضَيَّعُوا بِحَضْرَتِكُمْ، فَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ  (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ: (مَنْ عَالَ يَتِيمًا حَتَّى يَسْتَغْنِيَ، أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ بِذَلِكَ الْجَنَّةَ كَمَا أَوْجَبَ لِآكِلِ مَالِ الْيَتِيمِ النَّارَ).
اللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ، فَلَا يَسْبِقَكُمْ إِلَى الْعَمَلِ بِهِ أَحَدٌ غَيْرُكُمْ.
اللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ، فَإِنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وآله) أَوْصَى بِهِمْ، وَمَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ. اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ، فَلَا يَخْلُ مِنْكُمْ مَا بَقِيتُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا، وَأَدْنَى مَا يَرْجِعُ بِهِ مَنْ أَمَّهُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا سَلَفَ.
9. اللَّهَ اللَّهَ فِي ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكُمْ، فَلَا يُظْلَمَنَّ بِحَضْرَتِكُمْ وَبَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ وَأَنْتُمْ تَقْدِرُونَ عَلَى الدَّفْعِ عَنْهُمْ. اللَّهَ اللَّهَ فِي النِّسَاءِ وَفِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ، فَإِنَّ آخِرَ مَا تَكَلَّمَ بِهِ نَبِيُّكُمْ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنْ قَالَ: (أُوصِيكُمْ بِالضَّعِيفَيْنِ: النِّسَاءِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ). وَلَا تَتْرُكُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ، فَيُوَلِّيَ اللَّهُ أَمْرَكُمْ شِرَارَكُمْ، ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ. وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ، وَاتَّقُوا اللَّهَ، إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ…
راجع ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي. ص443

عدد زوار هذا المقال
1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الاضافات